نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 384
رسوله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته وإن لم يكن معه بيّنة :
قوله عليهالسلام
: « فلن يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ».
ظاهره الجبر وليس هو المراد ، لما ثبت
وتحقّق من مذهب آل محمّد صلوات الله عليه وعليهم وسلامه لكونه ينافي الثواب
والعقاب.
والجواب عن هذا : الظاهر أنّه عليهالسلام أخبر عن الأمر الباطن ، الذي جرى في
علم الله سبحانه مما يؤول أمر خلقه إليه ويختم لهم به ، وكان سببه طاعة من أطاعه ،
ومعصية من عصاه في بدء الخلقة وهم ذرّ ، كما بيّن عليهالسلام
وشرح في الحديث ، ولا يلزم من إخباره بهذا العلم الذي علّمه الله تعالى إيّاه
وأظهر عليه ، وحدّث هو عليهالسلام
به وانتقل من الغيب إلى الشهادة ، ومن السرّ إلى العلانية ، رفع القدرة والاختيار
عن المكلّفين ، فإنّ التكليف إنّما هو جار على الظاهر دون الباطن الذي هو في علمه
سبحانه ، وإنّا اُمرنا بتصديقه والإذعان له ، ولهذا أمثلة كثيرة :
منها
: ما ورد في الحديث : « إنّ ولد الزنا لا
ينجب » [١]
فهو إخبار بما يختم له به ، ويصير أمره إليه ، وهو من سرّ الله الذي يُظهر عليه من
يشاء من عباده ، ولا تنافي هذه الأخبار التكليف بل تجامعه ، لأنّ التكليف على
الظاهر وتحقّقه قدرة المكلّف ، وهذا إخبار عن الأمر الباطن وليس يدخل تحت قدرته.
ومنها
: ما أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله عن مشركي أهل مكّة وإنّهم لا يسلمون ،
ومن يُقتل منهم ببدر ويرمى بالقليب مع أنّهم مكلّفون بالإسلام ، والرسول صلىاللهعليهوآله يدعوهم إليه ويأمرهم به.