نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 305
صلّيت المغرب حتى
اُريكه » قال : فرجع إليه بعد المغرب ، فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا ، فإذا هو
برسول الله صلىاللهعليهوآله جالس في
القبلة ، فقال له : « يا فلان وَثَبْتَ على مولاك علي عليهالسلام وجلست مجلسه ، وهو مجلس النبوّة ، لا
يستحقّه غيره ، لأنّه وصييّ وخليفتي ، فنبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، وتعرّضت
لسخط الله وسخطي ، فانزع هذه السربال [١]
الذي تسربلته بغير حقّ ، ولا أنت من أهله ، وإلاّ فموعدك النار ».
قال : فخرج مذعوراً [٢] ليسلّم الأمر إليه ، وانطلق أمير
المؤمنين صلوات الله عليه فحدّث سلمان بما كان وما جرى ، فقال له سلمان : ليُبدينّ
هذا الحديث لصاحبه وليخبرنّه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : « أما إنّه سيخبره وليمنعنّه إن
همّ بأن يفعل ، ثمّ قال : لا والله لا يذكران ذلك أبداً حتى يموتا ».
قال : فلقى صاحبه فحدّثه بالحديث كلّه ،
فقال له : ما أضعف رأيك وأخور [٣]
عقلك [٤] ، أما تعلم
أنّ ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة [٥]
، أنسيت سحر بني هاشم ،
[١] السربال :
القميص والدرع ، وكلّ ما لُبس فهو سربال ، وكنّي به عن الخلافة. لسان العرب ١١ :
٣٣٥ ـ سربل.
[٢] الذُعر : الخوف
والفزع. انظر العين ح ٢ : ٦٦٣ ، القاموس المحيط ٢ : ٣٤ ـ ذعر.
[٥] ابن أبي كبشة :
رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان وعبد الشعرى العبور ، فسمّى المشركون
سيّدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
ابن أبي كبشة لخلافه إيّاهم إلى عبادة الله تعالى ، تشبيهاً به ، كما خالفهم أبو
كبشة إلى عبادة الشعرى ، وقال آخرون : أبو كبشة كنية وهب بن عبدمناف جدّ سيدنا
رسول الله صلىاللهعليهوآله من قبل
اُمّه فنسب إليه لأنّه كان نزع إليه في الشبه.
وقيل : إنّما قيل له ابن أبي
كبشة لأنّ أبا كبشة كان زوج المرأة التي أرضعته صلىاللهعليهوآله . اُنظر لسان العرب ٦ : ٣٣٨ ـ
كبش.
نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 305