نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 186
ظهره واجعل القبلة
في ظهرك ، ثمّ ادع وحش الجبل تجبك ، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة [١] منهنّ اُنثى ـ وهي التي تدعى الجفرة
حين ناهد [٢]
قرناها الطلوع ـ تشخب أوداجها دماً ، وهي التي لك ، فمر ابن عمّك فليقم إليها
فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها ، فإنّه سيجدها مدبوغة.
وساُنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه
دواة وقلم ومداد ، ليس هو من مداد الأرض ، يبقى المداد ويبقى الجلد ، لا تأكله
الأرض ولايبليه التراب ، لايزداد كلّما نُشر إلاّ جدة ، غير أنّه محفوظ مستور ،
يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون اليك ، وتمليه على ابن عمّك ، وليكتب وليستمدّ
من تلك الدواة.
فمضى رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى انتهى إلى الجبل ، ففعل ما أمره
الله تعالى به وصادف ما وصف له ربّه ، فلمّا ابتدأ عليٌّ عليهالسلام في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح
الأمين وعدّة من الملائكة ـ لايحصي عددهم إلاّ الله ، ومن حضر ذلك المجلس ـ بين
يديه ، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشدّ خضرة وأنور.
ثمّ نزل الوحي على محمّد صلىاللهعليهوآله ، وكتب علي عليهالسلام ، إلاّ أنـّه يصف كلّ زمان وما فيه ،
ويخبره بالظهر والبطن ، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفسّر له
أشياء لايعلم تأويلها إلاّ الله والراسخون في العلم ، ثمّ أخبره بكلّ عدوّ يكون
لهم في كلّ زمان من الأزمنة حتّى فهم ذلك كلّه وكتبه.
ثمّ أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من
بعده ، فسأله عنها ، فقال : الصبر
[١] الجفر : إذا بلغ
ولد المعزى أربعة أشهر وجَفَرَ جنباه وفُصل عن اُمّه وأخذ في الرعي ، فهو جفر ،
والجمع أجفار وجِفَار وجَفَرة ، والاُنثى جَفْرَةٌ. لسان العرب ٤ : ١٤٢ ـ جفر.