نام کتاب : كمال الدين و تمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 89
أبي بكر و دفنه فاطمة ع من غير أن يعرفهم جميعا خبرها حتى
دفنها سرا أدل دليل على أنه لم يرض بما فعلوه.
فإن قالوا فلم قبلها بعد
عثمان قيل لهم أعطوه بعض ما وجب له فقبله و كان في ذلك مثل النبي ص حين قبل
المنافقين و المؤلفة قلوبهم.
و ربما قال خصومنا إذا
عضهم الحجاج[1] و لزمتهم
الحجة في أنه لا بد من إمام منصوص عليه عالم بالكتاب و السنة مأمون عليهما لا
ينساهما و لا يغلط فيهما و لا تجوز مخالفته واجب الطاعة بنص الأول عليه فمن هو هذا
الإمام سموه لنا و دلونا عليه.
فيقال لهم هذا كلام في الأخبار
و هو انتقال من الموضع الذي تكلمنا فيه لأنا إنما تكلمنا فيما توجبه العقول إذا
مضى النبي ع و هل يجوز أن لا يستخلف و ينص على إمام بالصفة التي ذكرناها فإذا ثبت
ذلك بالأدلة فعلينا و عليهم التفتيش عن عين الإمام في كل عصر من قبل الأخبار و نقل
الشيعة النص على علي ع و هم الآن من الكثرة و اختلاف الأوطان و الهمم على ما هم
عليه يوجب العلم و العمل لا سيما و ليس بإزائهم فرقة تدعي النص لرجل بعد النبي ص
غير علي ع فإن عارضونا بما يدعيه أصحاب زرادشت[2] و غيرهم من المبطلين قيل لهم هذه
المعارضة تلزمكم في آيات النبي ص فإذا انفصلتم بشيء فهو فصلنا لأن صورة الشيع في
هذا الوقت كصورة المسلمين في الكثرة فإنهم لا يتعارفون و إن أسلافهم يجب أن يكونوا
كذلك[3] بل أخبار
الشيعة أوكد لأنه ليس معهم دولة و لا سيف و لا رهبة و لا رغبة و إنما تنقل الأخبار
الكاذبة لرغبة أو رهبة أو حمل عليها بالدول و ليس في أخبار الشيعة شيء من ذلك و
إذا صح بنقل الشيعة النص من النبي ص على علي ع صح بمثل ذلك نقلها النص من علي على
الحسن و من الحسن على الحسين ثم على إمام إمام إلى الحسن بن علي ثم