responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين و تمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 87

مناظرة المؤلف مع ملحد عند ركن الدولة

و لقد كلمني بعض الملحدين في مجلس الأمير السعيد ركن الدولة رضي الله عنه فقال لي وجب على إمامكم أن يخرج فقد كاد أهل الروم يغلبون على المسلمين فقلت له إن أهل الكفر كانوا في أيام نبينا ص أكثر عددا منهم اليوم و قد أسر ع أمره و كتمه أربعين سنة بأمر الله جل ذكره و بعد ذلك أظهره لمن وثق به و كتمه ثلاث سنين عمن لم يثق به ثم آل الأمر إلى أن تعاقدوا على هجرانه و هجران جميع بني هاشم و المحامين عليه لأجله فخرجوا إلى الشعب و بقوا فيه ثلاث سنين فلو أن قائلا قال في تلك السنين لم لا يخرج محمد ص فإنه واجب عليه الخروج لغلبة المشركين على المسلمين ما كان يكون جوابنا له‌

إِلَّا أَنَّهُ ع بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ خَرَجَ إِلَى الشِّعْبِ حِينَ خَرَجَ وَ بِإِذْنِهِ غَابَ‌[1] وَ مَتَى أَمَرَهُ بِالظُّهُورِ وَ الْخُرُوجِ خَرَجَ وَ ظَهَرَ لِأَنَّ النَّبِيَّ ص بَقِيَ فِي الشِّعْبِ هَذِهِ الْمُدَّةَ حَتَّى أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ بَعَثَ أَرَضَةً عَلَى الصَّحِيفَةِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ قُرَيْشٍ فِي هِجْرَانِ النَّبِيِّ ص وَ جَمِيعِ بَنِي هَاشِمٍ الْمَخْتُومَةِ بِأَرْبَعِينَ خَاتَماً الْمُعَدَّلَةِ[2] عِنْدَ زَمَعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ فَأَكَلَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَ تَرَكَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنِ اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَامَ أَبُو طَالِبٍ فَدَخَلَ مَكَّةَ فَلَمَّا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَدَّرُوا أَنَّهُ قَدْ جَاءَ لِيُسَلِّمَ إِلَيْهِمُ النَّبِيَّ ص حَتَّى يَقْتُلُوهُ أَوْ يُرْجِعُوهُ عَنْ نُبُوَّتِهِ فَاسْتَقْبَلُوهُ وَ عَظَّمُوهُ فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ ابْنَ أَخِي محمد [مُحَمَّداً] لَمْ أُجَرِّبْ عَلَيْهِ كَذِباً قَطُّ وَ إِنَّهُ قَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّ رَبَّهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ بَعَثَ عَلَى الصَّحِيفَةِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَكُمْ الْأَرَضَةَ فَأَكَلَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَ تَرَكَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَخْرَجُوا الصَّحِيفَةَ وَ فَكُّوهَا فَوَجَدُوهَا كَمَا قَالَ فَآمَنَ بَعْضٌ وَ بَقِيَ بَعْضٌ عَلَى كُفْرِهِ وَ رَجَعَ النَّبِيُّ ع وَ بَنُو هَاشِمٍ إِلَى مَكَّةَ ..

هكذا الإمام ع إذا أذن الله له في الخروج خرج و شي‌ء آخر و هو أن الله تعالى ذكره أقدر على أعدائه الكفار من الإمام فلو أن قائلا قال لم يمهل الله أعداءه و لا يبيدهم و هم يكفرون به و يشركون لكان جوابنا له‌


[1]. مثل قوله تعالى:« وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا»

[2]. كذا، و لعلّ الصواب« المحفوظة» أو« المودعة».

نام کتاب : كمال الدين و تمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست