فيا عجبا أ يخصم الناس
بمن ليس هو بمخصوم[2] و قد كان
شيخ في هذه الناحية رحمه الله يقول قد وسمت هؤلاء باللابدية أي أنه لا مرجع لهم و
لا معتمد إلا إلى أنه لا بد من أن يكون هذا الذي ليس في الكائنات فوسمهم من أجل
ذلك و نحن نسميهم بها أي أنهم دون كل من له بد يعكف عليه إذ كان أهل الأصنام التي
أحدها البدّ قد عكفوا على موجود و إن كان باطلا و هم قد تعلقوا بعدم ليس و باطل
محض و هم اللابدية حقا أي لا بد لهم يعكفون عليه[3] إذ كان كل مطاع معبود و قد وضح ما
قلنا من اختصاصهم من كل نوع الباطل بخاصة يزدادون بها انحطاطا و الحمد لله.
ثم قال نختم الآن هذا
الكتاب بأن نقول إنما نناظر و نخاطب من قد سبق منه الإجماع على أنه لا بد من إمام
قائم من أهل هذا البيت تجب به حجة الله و يسد به فقر الخلق و فاقتهم و من لم يجتمع
معنا على ذلك فقد خرج من النظر في كتابنا فضلا عن مطالبتنا به و نقول لكل من اجتمع
معنا على هذا الأصل من الذي قدمنا في هذا الموضع كنا و إياكم قد أجمعنا على أنه لا
يخلو أحد من بيوت هذه الدار من سراج زاهر فدخلنا الدار فلم نجد فيها إلا بيتا
واحدا فقد وجب و صح أن في ذلك البيت سراجا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعالَمِينَ فأجابه أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي بأن قال
إنا نقول و بالله التوفيق ليس الإسراف في الادعاء و التقول على الخصوم مما يثبت
بهما حجة و لو كان ذلك كذلك لارتفع الحجاج بين المختلفين و اعتمد كل واحد على
إضافة ما يخطر بباله من سوء القول إلى مخالفه و على ضد هذا بني الحجاج و وضع