و شاهد ذلك قول الله عز
و جل وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ
إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ[1] فأخبر عز و جل
أن الآية هي الغيب و الغيب هو الحجة و تصديق ذلك قول الله عز و جل وَ جَعَلْنَا
ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً[2] يعني حجة.
و قد سمى الله عز و جل
يوسف ع غيبا حين قص قصته على نبيه محمد ص فقال عز و جل ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ
الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا
أَمْرَهُمْ وَ هُمْ يَمْكُرُونَ[4] فسمى يوسف ع
غيبا لأن الأنباء التي قصها كانت أنباء يوسف فيما أخبر به من قصته و حاله و ما آلت
إليه أموره.
و لقد كلمني بعض
المخالفين في هذه الآية فقال معنى قوله عز و جل الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ أي بالبعث و النشور و أحوال القيامة فقلت له لقد
جهلت في تأويلك و ضللت في قولك فإن اليهود و النصارى و كثيرا من فرق المشركين و
المخالفين لدين الإسلام يؤمنون بالبعث و النشور و الحساب و الثواب و العقاب فلم
يكن الله تبارك و تعالى ليمدح المؤمنين بمدحة قد شركهم فيها فرق الكفر و الجحود بل
وصفهم الله