و أما غيبة يوسف ع فإنها
كانت عشرين سنة لم يدهن فيها و لم يكتحل و لم يتطيب و لم يمس النساء حتى جمع الله
ليعقوب شمله و جمع بين يوسف و إخوته و أبيه و خالته كان منها ثلاثة أيام في الجب و
في السجن بضع سنين و في الملك باقي سنيه و كان هو بمصر و يعقوب بفلسطين و كان بينهما
مسيرة تسعة أيام فاختلفت عليه الأحوال في غيبته من إجماع إخوته على قتله ثم
إلقائهم إياه في غيابت الجب ثم بيعهم إياه بثمن بخس دراهم معدودة ثم بلواه بفتنة
امرأة العزيز ثم بالسجن بضع سنين ثم صار إليه بعد ذلك ملك مصر[2] و جمع الله تعالى ذكره شمله و أراه
تأويل رؤياه