ليس ما يسبق إلى قلوب
الإمامية و الزيدية و للنظام[1] و أصحابه أن
يقولوا وجدنا الذي لا يفارق الكتاب هو الخبر القاطع للعذر فإنه ظاهر كظهور الكتاب
ينتفع به و يمكن اتباعه و التمسك به.
فأما العترة فلسنا نشاهد
منهم عالما يمكن أن نقتدي به و إن بلغنا عن واحد منهم مذهب بلغنا عن آخر أنه
يخالفه و الاقتداء بالمختلفين فاسد فكيف يقول صاحب الكتاب ثم اعلم أن النبي ص لما
أمرنا بالتمسك بالعترة كان بالعقل و التعارف و السيرة ما يدل على أنه أراد علماءهم
دون جهالهم و البررة الأتقياء دون غيرهم فالذي يجب علينا و يلزمنا أن ننظر إلى من
يجتمع له العلم بالدين مع العقل و الفضل و الحلم و الزهد في الدنيا و الاستقلال
بالأمر فنقتدي به و نتمسك بالكتاب و به.
و إن قال فإن اجتمع ذلك
في رجلين و كان أحدهما ممن يذهب إلى مذهب الزيدية و الآخر إلى مذهب الإمامية بمن
يقتدى منهما و لمن يتبع قلنا له هذا لا يتفق فإن اتفق فرق بينهما دلالة واضحة إما
نص من إمام تقدمه و إما شيء يظهر في علمه كما ظهر في
و إما أن يظهر من أحدهما
مذهب يدل على أن الاقتداء به لا يجوز كما ظهر من علم الزيدية القول بالاجتهاد و
القياس في الفرائض السمعية و الأحكام فيعلم بهذا أنهم غير أئمة و لست أريد بهذا
القول زيد بن علي و أشباهه لأن أولئك لم يظهروا ما ينكر و لا ادعوا أنهم أئمة و
إنما
[1]. هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هانئ البصرى
ابن اخت أبى هذيل العلّاف شيخ المعتزلة. و كان النظام صاحب المعرفة بالكلام أحد
رؤساء المعتزلة، أستاد الجاحظ.
و لقب بالنظام- كشداد- لانه كان
ينظم الخرز في سوق البصرة و يبيعها. و قالت المعتزلة:
انما سمى ذلك لحسن كلامه نثرا و
نظما( الكنى و الألقاب للمحدث القمّيّ).
نام کتاب : كمال الدين و تمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 120