نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي جلد : 1 صفحه : 77
أولى بي ، فقال
هِشام : أخبرني عن اللَّيلة الّتي قُتِل فيها عليُّ بن أبي طالب بما استدلَّ به
الغائب عن المصر الَّذي قُتل فيه على قتله ، وما العَّلامة فيه للنّاس فإن علمتَ
ذلك وأجبتَ فأخبرني هَلْ كان تلك العَلامة لغير عليٍّ في قَتلِه ، فقال له أبي : يا
أمير المؤمنين إنّه لمّا كان تلك اللّيلة الّتي قُتِلَ فيها أمير المؤمنين لم يرفع
عن وجه الأرض حَجَرٌ إلاّ وُجِدَ تحته دَمٌ عَبيط حتّى طلع الفَجر ، وكذلك كانت
الليلة الَّتي قتل فيها هارون أخو موسى ، وكذلك كانتِ اللَّيلة التي قتل فيها يوشع
بن نون ، وكذلك كانتِ الليلة التي رفع فيها عيسى بن مَريم إلى السّماء ، وكذلك
كانتِ اللَّيلة الَّتي قتل فيها شَمعون بن حمون الصّفا ، وكذلك كانت الليلة التي
قتل فيها علي بن أبي طالب ، وكذلك كانتِ اللَّيلة الَّتي قتل فيه الحسين بن عليٍّ.
قال : فتربَّد[١]وجهُ هِشام حتّى انتُقع لَونُه[٢]وهَمَّ أن يبطش بأبي ، فقال له أبي : يا
أمير المؤمنين الواجب على العِباد الطّاعة لإمامهم والصِّدق له بالنَّصيحة ؛ وإنَّ
الَّذي دعاني إلى أن اُجيب أمير المؤمنين فيما سألني عنه مَعرفتي إيّاه بما يجبُ
له عليَّ مِن الطّاعة؛ فليحسن أمير المؤمنين عليَّ الظَّنَّ ، فقال له هِشام : انصرف
إلى أهلك إذا شِئت ، قال : فخرج فقال له هِشام عن خروجه : أعطِني عهدَ الله
وميثاقَه أن لا توقع هذا الحديث إلى أحَدٍ حتّى أموت ، فأعطاه أبي مِن ذلك ما
أرضاه ـ وذكر الحديث بطوله ـ » [٣].
[٢] على بناء
المجهول ، أي تغيَّر مِن حزنٍ أو سرورٍ.
[٣] ما جاء في هذا
الباب كان ممّا تواتر عند المحدِّثين والمؤخِّرين مِن العامّة والخاصَّة واعترف به
المخالفون ، راجع تفاسيرهم ذيل قوله تعالى : « فما بَكَتْ عَلَيْهِمُ
السَّماءُ ـ الآية » [الدّخان : ٢٩] وأيضاً تفسير
الدّرّ المنثور ج ٦ ص ٣٠ ، وتاريخ دمشق لابن عساكر ج ٧ ص ١٤٨ ، والخصائص الكبرى ج
٢ ص ١٢٦ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج ٢ ص ٢٥٤ ، وتاريخ الخلفاء
للسّيوطيّ ، ومجمع الزَّوائد للهيثميّ ، وغيرهم من العامّة ، وجلّ المحدّثين من
الخاصّة. نقل ابن عساكر بإسناده عن ابن سيرين أنّه قال : « لم تبك السَّماءُ على
أحدٍ
نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي جلد : 1 صفحه : 77