responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي    جلد : 1  صفحه : 343

لم يقبل حكومتنا جَبَرتْه الملائكة على قولنا وأمرتِ الَّذين يحفظون ناحيته أن يَقْسِروه[١]على قَولنا ، وإن كان من الجنّ من أهل الخلاف والكفر أوثَقْتَه وعذّبته حتّى يصير إلى ما حكمنا به ، قلت : جُعلتُ فِداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ فقال : يا ابن بُكَير فكيف يكون حُجّة الله على ما بين قطريها وهو لا يَراهم ولا يحكم فيهم؟! وكيف يكون حجّةً على قوم غيّب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤدّياً عن الله وشاهداً على الخلق وهو لا يراهم؟ وكيف يكون حجّةً عليهم وهو محجوب عنهم؟ وقد جعل[٢]بينهم وبينه أن يقوم بأمر رَبّه فيهم ، والله يقول : « وَما أرْسَلْناكَ إلاّ كافَّةً لِلنّاسِ[٣]» يعني به مَن على الأرض والحجَّة مِن بعد النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقوم مقام النَّبيِّ مِن بعده وهو الدَّليل على ما تشاجَرَتْ فيه الاُمّة ، والأخذ بحقوق النّاس ، والقيام بأمر الله ، والمنصف لبعضهم مِن بعضٍ ، فإذا لم يكن معهم مَن ينفذ قوله وهو يقول : « سَنُريِهمْ آياتِنَا في الآفاق وَفي أنْفُسِهِمْ[٤]» ، فأيُّ آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق وقال : « ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إلاّ هي أكْبر مِنْ اُخْتِها[٥]» ، فأيُّ آية أكبر منّا ، والله إنَّ بني هاشم وقريشاً لتعرف ما أعطانا الله ولكنَّ الحسد أهلكهم كما أهلك إبليس ، وإنّهم ليأتوننا إذا اضطرّوا وخافوا على أنفسهم فيسألونا فنوضح لهم فيقولون : نشهد أنّكم أهل العلم ، ثمَّ يخرجون فيقولون : ما رأينا أضلَّ ممَّنِ اتَّبع هؤلاء ويقبل مقالتهم!

قلت : جُعِلتُ فِداك أخبرني عن الحسين عليه‌السلام لو نُبشَ[٦]كانو يجدون في


[١] قَسَره على الأمر : قهره وأكرهه عليه.

[٢] في لفظ غير المؤلّف : « قد حيل ».

[٣] سبأ : ٢٨.

[٤] فصّلت : ٥٣ ، وقال الاُستاذ الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ : المراد بـ « الآيات » على ما يظهر مِن سياق الكلام الآيات التخويفيّة ، يعني القحط والغلاء والنّكبات والأمراض ، وضمير « هم » يرجع إلى الكفّار والمشركين ، والله يعلم.

[٥] الزّخرف : ٤٨.

[٦] تقدّم هذه الفقرة من قوله : « قلت : جعلت فداك » إلى آخر الخبر في ص ١١٠ تحت رقم ٧.

نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست