نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي جلد : 1 صفحه : 340
فقال : هل تدري ما
فضل من أتاه وماله عندنا من جَزيل الخير؟ فقلت : لا ، فقال : أمّا الفضل فيباهيه
ملائكةُ السّماء ، وأمّا ما له عندنا فالتّرحم عليه كلِّ صباح ومساء.
ولقد حدَّثني أبي أنّه لم يَخلُ مكانه
منذ قُتِل مِن مُصلٍّ يصلّي عليه من الملائكة ، أو مِن الجِنّ ، أو مِن الإنس ، أو
مِن الوَحش ، وما مِن شيءٍ إلاّ وهو يغبط زائره ويتمسّح به ويرجو في النَّظر إليه
الخير لنظره إلى قبره [عليهالسلام]
، ثمّ قال : بلغني أنَّ قوماً يأتونه مِن نواحي الكوفة و[اُ] ناساً من غيرهم
ونِساء يَنْدُبْنَه ، وذلك في النّصف من شعبان ، فمن بين قارىء يقرء ، وقاصٍّ يقصّ
، ونادبٍ يندب ، وقائل يقول المراثي.
فقلت : نَعَم جُعِلتُ فِداك قد شَهدتُ
بعض ما تصف ، فقال : الحمدُ للهِ الّذي جعل في النّاس مَن يفد إلينا ويمدحنا ويرثي
لنا ، وجعل عَدؤنا من يطعن عليهم مِن قرابتنا وغيرهم يَهْذؤنهم[١]ويقبّحون ما يصنعون ».
٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن عبدالله الأصمّ ،
عن عبدالله بن بُكَير الأرجاني[٢]«
قال : صَحبت أبا عبدالله عليهالسلام
في طريق مكّة من المدينة فنزلنا منزلاً يقال له : عُسْفان[٣]ثمّ مررنا بجبل أسود عن يسار الطّريق
موحشٍ ، فقلت له : يا ابن رَسول الله ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطّريق مثل
هذا ، فقال لي : يا ابن بُكَير أتدري أيّ جبل هذا؟ قلت : لا ، قال : هذا جبل يقال
له : « الكمد » وهو على
[١] هذأه يَهْذَأه ،
هذأ العدوّ : أهلكهم ، وفلاناً بلسانه ، آذاه واسمعهم ما يكره. وفي بعض النّسخ : «
يهدرونهم » على بناء يضرب ويكرم ، أي يبطلون دمهم.
[٢] في بعض النّسخ :
« عبدالله بن بكر » ، وفي كتب الرّجال : عبدالله بن بكر الأرّجاني مرتفع القول ، ضعيف
( قاله العلاّمة ) ، وكذا عبدالله بن بكير الأرجانيّ ، وبكلى العنوانين موجودٌ ، وأمّا
المراد بـ « بكير » ولو قلنا بصحّته هو غير بكير بن أعين الشِّيْبانيّ.
[٣] عسفان ـ بالضّمّ
ثمّ السّكون ـ : قرية على مرحلتين من مكّة على طريق المدينة ، وقرية جامعة على
ستّة وثلاثين ميلاً من مكّة. ( معجم البلدان )
نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي جلد : 1 صفحه : 340