نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي جلد : 1 صفحه : 290
فصوّت بي : صحّ
الجسم أُدخل! فدَخَلتُ عليه وأنا باكٍ ، فسلّمت عليه وقبّلت يدَه ورأسَه ؛
فقال لي : وما يُبكيك يا محمّد؟! قلت : جُعِلتُ
فِداك أبكي على اغترابي وبُعْدِ الشُقَّة وقِلَّة القُدْرَة على المَقام عندَك
أنظر إليك ،
فقال لي : أمّا قلّة القُدرَة فكذلك جعل
اللهُ أولياءَنا وأهلَ مودَّتنا ، وجعل البَلاء إليهم سَريعاً ، وأمّا ما ذكرت من
الغُرْبة ، فإنَّ المؤمن في هذه الدُّنيا غريب وفي هذا الخلق المنكوس ، حتّى يخرج
مِن هذه الدَّار إلى رحمة الله ، وأمّا ما ذكرت من بُعدِ الشُّقَّة فلك بأبي
عبدالله عليهالسلام اُسْوَة
بأرض نائية عنّا بالفُرات ، وأمّا ما ذكرتَ مِن حُبِّك قُرْبنا والنَّظر إلينا ؛
وأنّك لا تَقدِر على ذلك ، فاللهُ يعلم ما في قلبك وجَزاؤك عليه؛
ثمّ قال لي : هل تأتي قبر الحسين عليهالسلام؟ قلت : نَعَم ؛ على خوف ووَجَل ، فقال :
ما كان في هذا أشدُّ فالثَّوابُ فيه على قَدْرِ الخَوف ، ومَن خاف في إتيانه أمِنَ
الله رَوعَته يَومَ يقومُ النّاس لِرَبِّ العالمين ، وانْصَرَفَ بالمغفرةِ ، وسَلَمَتْ
عليه الملائكة ، ورآه النَّبيُّ[١]صلىاللهعليهوآلهوسلم وما يصنع ، ودعا له : وانقلب بنعمةٍ من
الله وفَضلٍ لم يَمْسَسْه سُوءٌ واتّبعَ رَضوانَ الله ؛
ثمَّ قال لي : كيف وَجدتَ الشَّراب؟
فقلت : أشهد أنّكم أهل بيت الرَّحمة وأنّك وصيّ الأوصياء ، ولقد أتاني الغلام بما
بعثته وما أقدرُ على أن استقلَّ على قدمي ، ولقد كنتُ آيساً مِن نفسي ، فنالني
الشَّراب فشَرِبتُه فما وَجَدتُ مثلَ رِيحه ولا أطيبَ مِن ذَوقِه ولا طَعْمِه ولا
أبرَد منه ، فلمّا شَربتُه قال لي الغلام : إنّه أمرني أن أقولَ لك : إذا شربته
فَاقبَلْ إليَّ ؛ وقد علمتُ شِدَّةَ ما بي ، فقلت : لأذهبنَّ إليه ولو ذَهَبَتْ
نفسي ، فأقبلتُ إليك فكأنّي اُنشطت مِن عِقال ، فالحمد للهِ الَّذي جعلكم رَحمةً
لِشيعتكم [ورَحمة عليَّ]؛
فقال : يا محمّد إنّ الشَّراب الَّذي
شَرِبته فيه من طِينَ قبر الحسين عليهالسلام[٢]،