نام کتاب : كامل الزيارات - ط مكتبة الصدوق نویسنده : ابن قولويه القمي جلد : 1 صفحه : 275
يُكفَّنون ولا
يُوارون ، ولا يُعَرِّج عليهم أحدٌ ، ولا يقرُبُهم بَشرٌ ، كأنّهم أهل بيتٍ مِن
الدَّيْلَم والخَزَر؟!! فقالت : لا يُجْزِ عَنَّك ما ترى ، فوالله إنَّ ذلك لعهد
مِن رَسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى جَدِّك وأبيك وعمّك ، ولقد أخذ الله ميثاق اُناسٍ مِن هذه الاُمّة لا تعرفهم
فَراعِنَة هذه الاُمّة وهم معروفون في أهل السّماوات أنَّهم يجمعون هذه الأعضاء
المُتَفَرّقَةَ فيُوارونَها وهذه الجُسومَ المُضَرَّجة ، وينصبون لهذا الطّفّ
عَلَماً لِقَبر أبيك سيّد الشُّهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رَسمُه على كرورِ
اللّيالي والأيّام ، وليجتهدنَّ أئمّة الكفر وأشياع الضّلالة في مَحْوِه وتطمِيسه
فلايزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره الاّ عُلوّاً ، فقلت : وما هذا العهد وما هذا
الخبر؟! فقالت : نَعَم ، حدَّثتني اُمُّ أيمن أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم زارَ منزل فاطمة عليهاالسلام في يوم من الأيّام فعملت له حَريرة ، وأتاه
عليٌّ عليهالسلام بطبق فيه
تمرٌ ، ثمَّ قالت اُمُّ أيمن : فأتيتهم بعُسٍّ[١]فيه
لبن وزُبْد ، فأكل رَسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وعليُّ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ عليهمالسلام من
تلك الحَريرة ، وشرب رَسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وشربوا من ذلك اللّبن ، ثمَّ أكل وأكلوا من ذلك التَّمر والزُّبْد ، ثمَّ غَسَل
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يده وعلي يَصبُّ
عليه الماء ، فلمّا فرغ من غَسْل يده مسح وجهه ، ثمَّ نظر إلى عليٍّ وفاطمة والحسن
والحسين نظراً عرفنا به السّرور في وجهه ثمّ رمق بطرْفه[٢]نحو السّماء مليّاً ، ثمَّ [أنّه] وجّه
وجهه نحو القِبلة وبسط يديه ودعا ثمّ خَرَّ ساجداً وهو يَنشِجُ[٣]فأطال النَّشوج ( كذا ) وعلا نَحِيبه
وجرت دموعه ، ثمَّ رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعُهُ تقطر كأنّها صوب المطر ، فحَزنَت
فاطمة وعليُّ والحسن والحسين عليهمالسلام وحزنتُ
معهم لما رَأينا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهبناه أن نسأله حتّى إذا طال ذلك قال له عليُّ؛ وقالت له فاطمة : ما يُبكيك يا
رَسول الله لا أبكى الله عَينيك فقد أقرح قلوبنا ما نَرى من حالك؟!
[١] العُسّ ـ
بالضّمّ والسّين المهملة المشدّدة ـ : القدح الكبير ، وفي بعض النّسخ : « بقعب » ـ
بفتح القاف المعجمة ـ يقال للقدح من خشب مقعّر.