فما زال يدعو عليهالسلام وهو ساجدٌ بهذا الدُّعاء ، فلمّا انصرف
قلت : جُعِلتُ فِداك لو أنَّ هذا الَّذي سَمعتُ منك كان لِمن لا يَعرفُ اللهَ
عزَّوجَلَّ لَظننتُ أنَّ النّار لا تطعم منه شَيئاً أبداً!! والله لقد تمنَّيتُ
أنّي كنتُ زُرْتُه ولم أحُجَّ ، فقال لي : ما أقربك منه؛ فما الَّذي يمنعك مِن
زيارته؟ ثمَّ قال : يا معاويةُ لَم تدع ذلك ، قلت : جُعلتُ فِداك لَم أرَ[٤]أنَّ الأمر يبلغ هذا كلّه؟ فقال : يا
معاوية [و] مَن يدعو لزُوَّاره في السَّماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض ».
وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر
الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ،
عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الاُصمّ ، عن معاوية بن وَهْب قال : استأذنت على أبي
عبدالله عليهالسلام ، وذكر مثله.
[١] أي احفظهم. وفي
اللّغة : « كلاه الله : حفظه وحرسه ، يقال : اذهب في كلاءة الله ».