قال : « وكان في الكنز الذي قال الله : ( وكان تحته
كنز لهما )[٢] لوح من ذهب
فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله
، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن ايقن بالقدر كيف يحزن ، وعجبت لمن
راى الدنيا وتقلبها باهلها كيف يركن إليها! وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم
الله تبارك وتعالى في قضائه ، ولا يستبطئه في رزقه » [٣].
قلنا له : إن أهل مصر يزعمون أن بلادهم
مقدسة.
قال : « وكيف ذلك »؟
قلت : جعلت فداك ، يزعمون أنه يحشر من
جبلهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب.
قال : « لا لعمري ما ذاك كذلك ، وما غضب
الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر ، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها.
ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليهالسلام أن يخرج عظام يوسف منها ، فاستدل موسى
على من يعرف القبر ، فدُل على امرأة عمياء زمنة ، فسألها موسى أن تدله عليه فأبت
إلا على خصلتين : فيدعو الله فيذهب بزمانتها ، ويصيرها معه في الجنة في الدرجة
التي هو فيها. فأعظم ذلك موسى ، فأوحى الله إليه : وما يعظم عليك من هذا ، أعطها
ما سألت. ففعل ، فوعدته طلوع القمر ، فحبس الله القمر حتى جاء موسى لموعده ،
فأخرجه من النيل في سفط مرمر ، فحمله موسى.