نام کتاب : تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشّريعة نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 20 صفحه : 114
السلام ) متبعا لله
، مؤديا عن الله ما أمره به من تبليغ الرسالة ، قلت : فانه يرد عنكم الحديث في
الشيء عن رسول الله 9
مما ليس في الكتاب ، وهو في السنة ، ثم يرد خلافه ، فقال : كذلك قد نهى رسول الله 9 عن أشياء ، نهى حرام فوافق في ذلك نهيه
نهى الله ، وأمر بأشياء فصار ذلك الأمر واجبا لازما كعدل فرائض الله ، فوافق في
ذلك أمره أمر الله ، فما جاء في النهي عن رسول الله 9
نهي حرام ، ثم جاء خلافه لم يسغ استعمال ذلك ، وكذلك فيما أمر به ، لانا لا نرخص
فيما لم يرخص فيه رسول الله 9
ولا نأمر بخلاف ما أمر به رسول الله 9
إلا لعلة خوف ضرورة ، فأما أن نستحل ما حرم رسول الله 9 ، أو نحرِّم ما استحل رسول الله 9 ، فلا يكون ذلك أبدا ، لأنا تابعون
لرسول الله 9 ، مسلمون له
، كما كان رسول الله 9
تابعا لأمر ربه ، مسلما له ، وقال الله عزّ وجلّ : ( وما آتاكم الرسول
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )(2) وإن الله
نهى عن أشياء ، ليس نهي حرام ، بل إعافة وكراهة ، وأمر بأشياء ليس بأمر فرض ولا
واجب بل أمر فضل ورجحان في الدين ، ثم رخص في ذلك للمعلول وغير المعلول ، فما كان
عن رسول الله 9
نهي إعافة ، أو أمر فضل ، فذلك الذي يسع استعمال الرخصة فيه ، إذا ورد عليكم عنا
الخبر فيه باتفاق ، يرويه من يرويه في النهي ، ولا ينكره ، وكان الخبران صحيحين
معروفين باتفاق الناقلة فيهما ، يجب الأخذ بأحدهما ، أو بهما جميعاً ، أو بأيهما
شئت وأحببت ، موسع ذلك لك من باب التسليم لرسول الله 9
، والرد إليه وإلينا ، وكان تارك ذلك من باب العناد والانكار وترك التسليم لرسول
الله 9 مشركا بالله
العظيم ، فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله ، فما كان في
كتاب الله موجودا حلالاً ، أو حراما فاتبعوا ما وافق الكتاب ، وما لم يكن في
(2) الحشر 59 : 7.
نام کتاب : تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشّريعة نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 20 صفحه : 114