فكتب معاوية منشور مصر ونفذه إليه ، وبقي عمرو متفكراً ، لا يدرى ما يصنع ، حتى ذهب عنه النوم وقال :
تطاول ليلى بالهموم الطوارق
وصافحت من دهري وجوه البوائق
أأخدعه والخدع فيه سجية
أم اعطيه من نفسي نصيحة وامق
أم اقعد في بيتي وفي ذاك راحة
لشيخ يخاف الموت في كل شارق
فلما اصبح دعا مولاه وردان ـ وكان عاقلا ـ فشاوره في ذلك ، فقال وردان : ان مع علي آخرة ولا دنيا معه ، وهي التي تبقى لك ، وتبقى لها ، وان مع معاوية دنيا ولا آخرة معه وهي التي لا تبقى على أحد فانظر لنفسك أيهما تختار ، فتبسم عمرو وقال :
يا قاتل الله وردانا وفطنته
لقد أصاب الذي في القلب وردان
[١] في [ و ] ـ عقداً. [٢] في [ ر ] اسفعه. [٣] في [ و ] : بالريح والوفر ـ والدفر : النتن. [٤] في [ ر ] : ان جاض في الامر ، وفي [ و ] : ان خاض لى الامر.