responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التّمحيص نویسنده : الإسكافي، محمد بن همّام    جلد : 1  صفحه : 70

١٦٩ ـ وعن مهزم الأسدي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنّ من شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا ( شحمة اُذنه ) [١] ولا يمتدح بنا معلناً ، ولا يواصل لنا مبغضاً ، ولا يخاصم لنا وليّا ، ولا يجالس لنا عائباً ، قال : قلت : فكيف أصنع بهؤلاء المتشيّعة ؟ قال : فيهم التمحيص وفيهم التمييز وفيهم التبديل ، تأتي [٢] عليهم سنون تفنيهم ، وطاعون يقتلهم ، واختلاف يبدّدهم.

شيعتنا من لا يهرّ هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل وإن مات جوعاً ، قلت : وأين أطلب هؤلاء ؟ قال : اُطلبهم في أطراف الأرض ، أولئك الخفيض [٣] عيشهم ، المنتقل دارهم ، إذا شهدوا لم يعرفوا ، وإذا غابوا لم يفتقدوا ، وإن مرضوا لم يعادوا [٤] ، وإن خطبوا لم يزوّجوا ، وإن رأوا منكراً ينكروا ، وإن يخاطبهم جاهل سلّموا ، وإن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموا ، وعند الموت هم لا يحزنون ، وفي القبور يتزاورون ، لم تختلف قلوبهم وإن رأيتهم اختلف بهم البلدان [٥].

١٧٠ ـ وروي أنّ صاحباً لأمير المؤمنين عليه‌السلام يقال له همام وكان رجلاً عابداً ، فقام إليه وقال له : يا أمير المؤمنين صف لي المتّقين كأنّي أنظر إليهم. فتثاقل [٦] عليه‌السلام عن جوابه ، ثمّ قال :

يا همام اتّق الله وأحسن ، فإنّ الله مع الّذين اتّقوا والذين هم محسنون ، فلم يقنع همام بذلك القول حتّى عزم عليه ، فقال له : أسألك بالذي أكرمك وخصّك وحباك وفضّلك بما آتاك لما وصفتهم لي.

فقام أمير المؤمنين : فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال :

أمّا بعد فإن الله سبحانه خلق الخلق حين خلقهم غنيّاً عن طاعتهم ، آمنا عن [٧] معصيتهم ، لأنّه لا يضرّه معصية من عصاه منهم ، ولا ينفعه طاعة من أطاعه منهم ، فقسّم


[١] ( سحناءة يديه / خ ).

[٢] ( التنزيل مالي / خ ).

[٣] ( الحضيض ، الخفي / خ ).

[٤] ( يعودوا / خ ) ، وفي البحار : يعادوا.

[٥] عنه في البحار : ٦٩ / ٤٠٢ ح ١٠٤ وفي ٦٨ / ١٨٠ ح ٣٩ عن الكافي : ٢ / ٢٣٩ ح ٢٧ وفي ص ١٧٩ ح ٣٧ عن المشكاة ص ٦١ نحوه.

[٦] ( فتشاغل / خ ).

[٧] ( من / خ ).

نام کتاب : التّمحيص نویسنده : الإسكافي، محمد بن همّام    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست