نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 2 صفحه : 333
ودَخَلَ علينا داخلٌ فانْقَطَعَ الكلامُ ، فقُمْتُ مُفكِّراً ومَضَيْتُ إِلى مَنْزلي فأخْبَرْتُ أخي فقالَ : ما أدْري ما أقُولُ في هذا ، وشَحَحْتُ به ونَفِسْتُ على الناسِ ببيعهِ ، وأمْسَيْنا فلمّا صَلَّيْتُ العَتَمةَ جاءني السائس فقالَ : يا مولاي ، نَفَقَ فَرَسُك الساعةَ ، فاغْتَمَمْتُ وعَلِمْتُ أنَّه عَنى هذا بذلك القولِ. ثَم دَخَلْتُ على أبي محمد 7 بعدَ أيام وأنا أقولُ في نفسي : لَيْتَه أخْلَفَ عليًٌ دابّةً ، فلمّا جَلَسْتُ قالَ قَبْلَ أنْ أُحَدِّثَ [١] بشيء : «نعَمْ نُخْلف عليك ، يا غلامُ أعْطِهِ برذوني الكميت » ثمَّ قالَ : اهذا خَيْرٌ من فرسِك وأوْطَأ وأطْوَلُ عُمراً» [٢].
وبهذا الإسنادِ قالَ : حدَثَني محمدُ بن الحسن بن شمّون قالَ : حدَثَني أحمدُ بن محمد قالَ : كَتَبْتُ إِلى أبي محمد 7 حينَ أخَذَ المهتدي في قَتْلِ الموالي [٣] : يا سيدي ، الحمدُ للهِ الذي شَغَلَه عنّا ، فقد بَلَغَني أنّه يَتَهدَدُك ويقولُ : واللهِ لأجلِّيَنَّهم عن جَدَد [٤] الأرضِ. فوَقَّعَ أبومحمد 7 بخطٌه [٥] : «ذلك أقْصَرُ لعُمرِه ، عُدَّ من يومِك هذا خمسةَ أيّامٍ ، ويقتَلُ في اليوم السادس بَعْدَ هَوانٍ واستخفافٍ يَمرٌ به » وكانَ كما قالَ 7[٦].