نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 2 صفحه : 269
باب
ذِكْرِ وفاةِ الرضا عليِّ بن موسى
عليه السلامُ وسببها ، وطَرَفٍ من الأخبارِ في ذلك
وكانَ الرضا عليُّ بن موسى 8 يَكْثُرُ وَعْظَ المأمونِ إِذا خَلا به ويُخَوِّفُه باللهِ ويقَبِّحُ له ما يَرْتَكِبه من خِلافِه ، فكانَ المأموُنُ يظهرُ قَبولَ ذلك منه ويبطِنُ كراهَتَه واستثقالَه.
ودَخَل الرضا 7 يوماً عليه فرآه يَتَوَضَّأُ للصلاةِ والغلامُ يَصُبُّ على يدِه الماءَ ، فقالَ : «لا تُشْرِكْ ـ يا أميرَ المؤمنينَ ـ بعبادةِ ربِّك أحداً» فصَرَفَ المأمونُ الغلامَ وتَوَلّى تمامَ وُضوئه بنفسِهِ وزادَ ذلك في غَيْظِهِ ووَجْدِه.
وكانَ 7 يُزْري [١] على الحسنِ والفضلِ ـ ابنَي سهلٍ ـ عند المأمونِ إذا ذَكَرَهما ويَصِفُ له مَساوِئهما ويَنْهاه عن الإصغاءِ إِلى قولهما ، وعَرَفا ذلك منه فجَعَلا يَحْطِبانِ [٢] عليه عند المأمونِ ويَذْكُرانِ له عنه ما يُبْعِده منه ويخَوِّفانِه من حَمْلِ الناسِ عليه ، فلم يَزالا كذلك حتى قَلَبا رَأيَه ، وعَمِلَ على قَتْلِهِ 7 ، فاتَّفَقَ أَنّه أَكَلَ هو والمأمونُ يوماً طعاماً ، فاعْتَلَّ منه الرضا 7[٣] وأَظْهَرَ المأمونُ تمارضاً.
[١] الازراء : التهاون بالشيء. « الصحاح ـ زرى ـ ٦ : ٢٣٦٨».
[٢] في هامش «ش» : حطب فلان واحتطب : جذب عليه شراً.
[٣] في مقاتل الطالبيين : ٥٦٦ بعده : ولم يزل الرضا عليلاً حتى مات.
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 2 صفحه : 269