نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 2 صفحه : 260
فإِنَّني لا أجدُ مَحيصاً عنه ، فقالَ له الرضا 7 : «فإِنّي أجيبُك [١] إِلى ما تُريدُ من ولايةِ العَهْدِ ، على أَنّني لا آمُر ولا أَنهى ولا اُفْتي ولا أَقْضي ولا أُوَلّي ولا أَعْزلُ ولا أُغَيِّرُ شَيْئاً ممّا هو قائم » فأَجابَه المأَمونُ إِلى ذلك كلِّه.
أَخْبَرني الشريفُ أبو محمد الحسنُ بن محمد قالَ : حدَّثنا جَدِّي قالَ : حدَّثني [٢] موسى بن سلمة قالَ : كُنْتُ بخراسان مع محمّد بن جعفر ، فسَمِعْتُ أَنَّ ذا الرئاستين خَرَجَ ذاتَ يَوْمِ وهو يقولُ : وا عجباه وقد رَأَيْتُ عَجَباً ، سَلُوني ما رَأَيْتُ؛ فقالوا : وما رَأَيْت أَصلَحكَ اللهُّ؟ قالَ : رَأَيْتُ المأمون أَميرَ المؤمنينَ يَقولُ لعليّ بن موسى الرضا : قد رَأَيْتُ أَنْ اقلدك أُمورَ المسلمينَ ، وأَفْسَخَ ما في رقَبتي وأَجْعَلَه في رَقَبَتِك ، ورأَيْتُ عليَّ بن موسى يَقُولُ : «يا أَميرَ المؤمنين لا طاقَة لي بذلك ولا قوّة» فما رَأَيْتُ خلافة قَطُّ كانت أَضْيَعَ منها ، إِنّ أَميرَ المؤمنينَ يَتَفَصّى [٣] منها ويَعْرِضُهَا على عَليِّ بن موسى وعَليُّ بن موسى يَرْفُضُها ويأبى [٤].
وذَكَر جماعةٌ من أَصحاب الأخْبارِ ورُواة السِيَر والآثارِ وأيامِ الخُلفاءِ : أَنَّ المأمون لمّا أَرادَ العقدَ للرضاَ عليِّ بن موسى 7 وحَدَّثَ نَفْسَه بذلك ، أَحْضَر الفَضْلَ بن سهل فأَعْلَمَه ما قد عَزَمَ عليه من ذلك وأَمَرَه بالاجتماعِ مع أَخيه الحسن بن سهل على ذلك ، ففَعَلَ واجْتَمعا بحضرته ،