نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 69
وشرَكَه في ذلك حَمْزَة ـ رضوان اللّه عليه ـ فكان قتل هؤلاء الثلاثة أوّل وَهْن لَحِق المشركين ، وذُلٍّ دَخَل عليهم ، ورَهْبةٍ اعتراهم بها الرعْب من المسلمين ، وظَهَر بذلك أماراتُ نصر المسلمين.
ثمّ بارز أميرُ المؤمنين 7 العاصَ بن سعيد بن العاص ، بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يُلَبّثه أن قتله. وبَرَز إليه حَنْظَلةُ ابنُ أبي سفيان فقتله ، وبَرَز بعده طُعيْمَةَ بن عَدِيّ فقتله ، وقتل بعده نَوْفَلَ بنَ خُوَيْلِد ـ وكان من شياطين قريش ـ ولم يزل 7 يقتل واحداً منهم بعد واحد ، حتى أتى على شَطْر المقتولين منهم ، وكانوا سبعين قتيلاً[١]تولّى كافّة من حَضَرَ بدراً من المؤمنين مع ثلاثة آلافٍ من الملائكة المسوّمين قتلَ الشَطْر منهم ، وتولّى أمير المؤمنين قتلَ الشَطْر الآخر وحده ، بمعونة اللة له وتوفيقه وتاييده ونصره ، وكان الفتحُ له بذلك وعلى يديه ، وختم الأمر بمناوَلة النبي 9 كفّاً من الحَصى[٢]، فرمى بها في وجوههم وقال : « شاهَت الوجوه » فلم يبقَ أحدٌ منهم إلاّ ولّى الدُبر لذلك منهزمأ ، وكفى الله المؤمنين القتال بامير المؤمنين 7 وشُرَكائه في نُصرْة الدين من خاصّة ( آل الرسول ) [٣]ـ عليه وآله السلام ـ ومن أيّدهم به من الملائكة الكرام عليهم التحية والسلام كما قال اللّه عزّ وجلّ : ( وكفى اللّه المؤْمِنينَ الْقِتَالَ وكَانَ أللّه قَوِيّاً عَزيزاً) [٤].