كثيرمنها بالسّلام عليه بامرةِ المؤمنينَ ، ولم يَنطِقْ منهِا أصنافٌ من السُّموك ، وهي : الجِرِّي[١]، والزِّمّارُ[٢]والمارماهي[٣].
فتعجّبَ النّاسُ لذلكَ وسألوه عن علّةِ نُطْقِ ما نطقَ وصمُوت ما صمتَ ، فقالَ : « أنطقَ اللّهُ لي ما طَهَرمنَ السموكِ ، وأصْمَتَ عثًي ما حرّمَه ونَجّسَه وبعّدَه » [٤]وهذا خبرٌ مستفيضٌ شُهرتُه بالنّقلِ والرِّوايةِ كشُهرةِ كلامِ الذِّئبِ للنّبيِّ 9 وتسبيحِ الحصى بكفه [٥]وحَنينِ الجِذْعِ إِليه ، وإطعامِه الخلقَ الكثيرَمنَ الطّعام القليلِ. ومن رَامَ طعناً فيه فهولا يجدً منَ الشُّبهةِ في ذلكَ إِلاّ ما يتعلقُ به الطّاعِنونَ فيما عَدَدْناه من معجزاتِ النّبيِّ 9.
وقد روى حَمَلةُ الأخبارِ أيضاً من حديثِ الثًّعبانِ والأية فيه والأعجوبة مثلَ ما رَوَوْه من حديثِ كلامِ الحِيتانِ ونقصانِ ماءِ الفُراتِ.
ورَووا : أن أميرَالمؤمنينَ 7 كانَ ذاتَ يومٍ يَخطُبُ على مِنْبرِ
[١] الجري : صنف من السمك لا فلس له ، ويقال له الجريث. ( مجمع البحرين ـ جرر ـ ٣ : ٢٤٤ ».
[٢] الزمار والزمير : نوع من السمك. « مجمع البحرين ـ زمر ـ ٣ : ٣١٩ ».
[٣] المارماهي : معرب وأصله حية السمك. « مجمع البحرين ـ مرر ـ ٣ : ٤٨٥ ».
[٤] المسعودي في اثبات الوصية : ١٢٨ ، والرضي في خصائص الأئمة : ٥٨.
[٥] في هامش « ش » : في كفه.