فمن ذلكَ ما ساوى به نبيَّيْنِ من أنبياءِ اللّهِ ورُسلِه وحُجّتينِ له على خلقِه ، ما لا شُبهةَ في صحّتِه ولا ريبَ في صوابه ، قالَ اللّهُ عزّ اسمُه في ذكرِالمسيحِ عيسى بنِ مريَم رُوحِ اللّهِ وكلمتِه ونبيِّه ورسولهِ إلى خليقتِه ، وقدذكرَ قصتةَ والدتِه في حَمْلِها له ووضعِها إِيّاه والأعجوبة في ذلك (قَالَتْ أنّى يَكُوْن ليْ غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنيْ بَشَر وَلَمْ أكُ بغِيّاً * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُكِ هُوَ عَلًيَّ هَينٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيةًَ لِلنّاسِ وَرَحْمةً مِنَّا وكَانَ أمْراً مَقْضِياً)[١] وكانَ من آياتِ اللّهِ تعالى في المسيحِ عيسى بنِ مَرْيمَ 7 نُطقه في المهدِ ، وخَرقُ العادةِ بذلكَ ، والأعجوبةُ فيه ، والمُعجِزُ الباهرُ لعقولِ الرِّجالِ ، وكانَ من اياتِ اللهِ تعالى في أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبِ 7 كمالُ عقلِه ووَقارتُه ومعرفتُه باللّهِ وبرسولهِ 9 معَ تَقارُب سِنِّه وكونه على ظاهرِ الحالِ في عِدادِ الأطفالِ حينَ دعاه رسولُ الله 9 إِلى التّصديقِ به والأقرارِ ، وكلّفه العلمَ بحقَه ، والمعرفةَ