انْهَدوا إِليهم وكونوا أشِدَّاءَ عليهم ، والْقَوْهُم صابرينَ محتسِبينَ تَعلمونَ أنّكم مُنازِلوهم ومُقاتِلوهم وقد وطّنتمُ أنفسَكم على الطَّعنِ الدَعْسِنيِّ [١]، والضَّرب الطِلَخْفي [٢]، ومُبارَزةِ الأقرانِ ، وأيُّ امرئ منكم أحَسَّ مِنْ نفسِه رَباطَةَ جَأشٍ عندَ اللقاءِ ، ورأى مِنْ أحَدٍ مِنْ إِخوانهِ فَشَلاً ، فليذُبّ عن أخيهِ الذي فُضِّل عليه كما يَذُب عن نفسِه ، فلو شاءَ اللّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ » [٣].
ومن كلامهِ 7 حينَ
قُتِلَ طَلْحةُ وانفَضَّ أهلُ البَصرةِ :
« بنا تَسنَّمْتُمُ الشرفاءَ[٤]، وبنا انفجرتم [٥]عنِ السّرارِ[٦]، وبنا اهتديتُم في الظَّلماءِ؛ وُقِرَ سَمْعٌ لم يفقَهِ الواعِيةَ ، كيف يُرَاعُ للنَّبْأَةِ مَنْ أصَمَّتْهُ الصَّيْحةُ ، رُبطَ جَنانٌ لم يُفارِقْهُ الخَفَقانُ؛ ما زِلتُ أتوقَّعُ بكم عَواقِبَ الغَدْرِ ، وأتوسَّمُكَم بحِلْيةِ المغُتَرِّينَ ، سَتَرَني عنكم جِلْبابً الدّينِ ، وبَصَرَنِيكُم صِدْق النِّيَّةِ ؛ أقمتُ لَكُمً الحقَّ حيثُ تَعرِفونَ ولا دليلَ ،
[١] الدعس : الطعن الشديد. « لسان العرب ـ دعس ـ ٦ : ٨٣ ».
[٢] الطلخف : الشديد من الطعن والضرب. « لسان العرب ـ طلخف ـ ٩ : ٢٢٣ ».
[٣] نقله العلامة المجلسي في البحار ٨ : ٤٢٩ ( ط / ح ).
[٤] في « م » وهامش « ش » : الشرف.
[٥] انفجر ، دخل في الفجر. « لسان العرب ـ فجر ـ ٥ : ٤٥ ».
[٦] السَرار : الليلة التي يستر فيها القمر. « لسان العرب ـ سرسر ـ ٤ : ٣٥٧ ».