نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 10
أمّ رأسه بالسيف ـ وكان مسموماً ـ فمكث يومَ تسعة عشر وليلةَ عشرين ويومَها وليلةَ إحدى وعشرين إلى نَحْو الثلث الاوّلْ من الليل ، ثمّ قَضى نَحْبَه 7 شهيداً ولقي ربَّه ـ تعالى ـ مظلوماً.
وقد كان 7 يَعْلَم ذلك قبل أوانه ويُخْبر به الناسَ قبلَ زمانه ، وتولّى غسلَه وتكفينَه ابناه الحسن والحسينُ 8 بامره ، وحَمَلاه إلى الغَرِيّ من نَجَفِ الكوفة ، فدَفَناه هناك وعَفّيا موضِعَ قبره ، بوصيّة كانت منه إليهما في ذلك ، لما كان يعلمه 7 من دَوْلة بني أُميّة من بعده ، واعتقادهم في عَداوته ، وما ينتهون إليه بسوء النيّات فيه من قبيح الفعال والمقال بما تمكّنوا من ذلك ، فلم يزل قبرهُ 7 مخفىً حتّى دَلّ عليه الصادقُ جعفرُ بنُ محمّد 8 في الدَوْلة العبّاسية ، وزاره عند وروده إلى أبي جعفر[١]ـ وهو بالحِيْرة ـ فعَرَفَتْه الشيعة واستأنَفوا إذ ذاك زيارته 7 وعلى ذُرّيته الطاهرين ، وكان سنّه 7 يوم وفاته ثلاثاً وستين سنة.
[١] ابو جعفر المنصور ، عبدالله بن محمد بن علي بن العباس ، ثاني خلفاء بني العباس ، ولد في الحميمة من أرض الشراة سنة ٩٥ هـ وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة ١٣٦ هـ ، توفي ببئر ميمون سنة ١٥٨ هـ ، ودفن في الحجون بمكة وكانت مدة خلافته ٢٢ عاماً ، اُنظر « تاريخ بغداد ١ : ٦٢ ، شذرات الذهب ١ : ٢٤٤ ، تاريخ الطبري ٨ : ١١٣ ، العبر١ : ١٧٥ ، الاعلام ٤ : ١١٧ ».
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 10