قال : كيف تجد قلبك؟ قال : أجده عارفاً
للحق ، مطمئناً إليه.
قال : ليس ذلك بالكبر ، ولكن الكبر [ أن
] [٣] تترك الحق ،
وتتجاوزه إلى غيره ، وتنظرإلى الناس لاترى أن أحداً عرضه كعرضك ولا دمه كدمك.
يا أباذر ، أكثر من يدخل النار المتكبرون.
قال رجل : وهل ينجو من الكبر أحد ، يا رسول
الله؟
قال : نعم ، من لبس الصوف ، وركب الحمار
، وحلب العنز ، وجالس المساكين.
يا أباذر ، من حمل سلعته فقد برئ من
الكبر. يعني ما يشتري من السوق.
يا أباذر ، من جرّ ثوبه خيلاء ، لم
ينظرالله ـ عز وجل ـ إليه يوم القيامة.
يا أباذر ، أزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه
، ولا جناح [ عليه ] [٤]
فيما بينه وبين كعبيه.
يا أباذر ، من رفع ذيله ، وخصف نعله ، وعفر
وجهه ، فقد برئ من الكبر »
يا أباذر ، من كان له قميصان فليلبس
أحدهما ، وليكس أخاه الاخر.
يا أباذر ، سيكون ناس من اُمتي يولدون
في النعيم ويغذون به ، همتهم ألوان الطعام والشراب ، ويمدحون بالقول ، اُولئك شرار
اُمتي.
يا أباذر ، من ترك لبس الجمال وهو يقدر
عليه تواضعاً لله ، فقد كساه الله حلة الكرامة.
يا أباذر ، طوبى لمن تواضع لله تعالى في
غير منقصة ، وأذل نفسه في غير مسكنة ، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية ، ورحم أهل
الذلة والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن صلحت سريرته ، وحسنت علانيته
، وعزل عن الناس شره ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من
قوله.
[١] علاقة السوط : سير جلد يتصل به في « الصحاح ـ علق ـ ٤ : ١٥٣١ ».
[٢] قبال النعل : الزمام الذي يكون بين الأصبع الوسطى والتي تليها « الصحاح ـ قبل ـ ٥
: ١٧٩٥ ».