نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد جلد : 1 صفحه : 117
صبره ، محكماً أمره
، كثيراً ذكره ، يخالط الناس ليعلم ، ويصمت ليسلم ، ويسأل ليفهم ، ويتجر ليغنم ، لاينصت
للخبر فيفجر به ، ولا يتكلم الخبرعلى من سواه [١]
، نفسه منه في عناء ، والناس منه في راحة ، أتعب نفسه لاخرته ، وأراح الناس من
نفسه ، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو المنتصر له ، بُعده مما تباعد منه بغض
ونزاهة ، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ، ليس تباعده تكبراً ولاعظمة ، ولا دنوه
خديعة ولا مكرآَ ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير ، وهو إمام لمن بعده من أهل
البر » [٢].
ومن كتاب المجالس أيضا ، عن البرقي ، ويرفعه
إلى أحدهم عليهمالسلام ، قال : « مر
أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه بمجلس من مجالس قريش ، فإذا هو بقوم بيض
ثيابهم ، صافية ألوانهم ، كثير ضحكهم ، يشيرون إلى من مربهم بأصابعهم. ثم مرّ بمسجد
الأوس والخزرج ، فإذا أقوام قد بليت منهم الأبدان ، ورقّت منهم الرقاب ، واصفرّت
منهم الألوان ، وقد تواضعوا بالكلام. فتعجب أمير المؤمنين عليهالسلام منهم ، ثم دخل على رسول اللهّ صلىاللهعليهوآله فقال : بأبي أنت واُمي ، اني مررت
بمجلس لآل فلان ، ثم وصفهم ، ومررت بمجلس للأوس والخزرج ، فوصفهم ، ثم قال : وجميع
مؤمنون!فأخبرني ـ يا رسول الله ـ بصفة المؤمن؟
فنكس رسول الله صلىاللهعليهوآله رأسه ، ثم رفعه فقال : عشرون خصلة في المؤمن
، فإن لم يكن فيه لم يكمل إيمانه ، إن من اخلاق المؤمنين ـ يا علي ـ الحاضرون الصلاة
، والمسارعون إلى الزكاة ، [ والحاجون لبيت الله الحرام ، والصائمون في شهررمضان ]
[٣] والمطعمون
المسكين ، والماسحون رأس اليتيم ، المطهرون أظفارهم [٤] ، المتّزرون على أوساطهم ، الذين إن
حدّثوا لم يكذبوا ، وإن وعدوا لم يخلفوا ، وإذا ائتمنوالم يخونوا ، وإن تكلموا
صدقوا ، رهبان الليل ، واُسود النهار ، وصائمون النهار ، وقائمون الليل ، لايؤذون
جاراً ، ولا يتأذّى بهم جار ، الذين مشيهم على الأرض هوناً ، وخطاهم إلى بيوت
الأرامل ، وعلى أثر الجنائز ، جعلنا الله وإياكم من المتقين » [٥]
[١] كذا في الأصل ، وفي الكافي : ولايتكلم ليتجبّربه على من سواه.