قال عبد خير الهمداني : نظرت إلى عمار
بن ياسر يوماً من أيام صفين قد رمي رميةً فأغمي عليه ، فلم يصل الظهر ولا العصر
ولا المغرب ولا العشاء ولا الفجر ، ثم أفاق. فقضاهن جميعاً ، يبدأ بأول شيء فاته ،
ثم بالتي تليها.
آخر
الشراب والشهادة
صدق رسول الله (ص) حين قال لعمار :
تقتلك الفئة الباغية .. وآخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن.
ففي يوم من أيام صفين استسقى عمارٌ وقد
اشتد به العطش ، فأتته أمرأة طويلة البدن ومعها إداوة فيها ضياح من لبن ، فقال حين
شرب : « الجنةُ تحتَ الأسِنة ، اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، والله لو ضربونا
حى يبلغونا سعفات هجر ، لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ».
ثم حمل ، وحمل عليه ابن حوّى السكسكي
وأبو العادية ، فأما أبو العادية فطعنه ، وأما ابن حوّى فاحتز رأسه.
يتقربون
بقتله
وكثر المتقربون بقتل عمار إلى معاوية
وعمرو ، فكان لا يزال الرجل يجيء إليهما فيقول : أنا قتلته ، فيقول له عمرو : فما
سمعتَه يقول؟ وكأن هناك كلمة سر ظلت مكتومةً في نفس هذا الشهيد العظيم لتدل على
قاتله في