استطعت بباطلك ،
وليمدد لك ابن العاص في غوايتك ، فكأن أجلك قد إنقضى ، وكيدك قد وهى. وسوف يستبين
لمن تكون العاقبة العليا.
واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت
كيده ، وأيست من روحه ، وهو لك بالمرصاد ، وأنت منه في غَرور ، وبالله وأهل رسوله
عنك الغَنَاء ، والسلام على من اتبع الهدى [١].
وقد أجابه معاوية على كتابه هذا ولا
داعي لذكره.
الإمام علي (ع) يأمر بالخروج
وأمر عليٌّ الحارث الأعور ينادي في
الناس : أن اخرجوا إلى معسكركم بالنخيلة ، فنادى : أيها الناس ، أخرجوا إلى
معسكركم بالنخيلة.
وبعث عليٌّ إلى مالك بن حبيب اليربوعي ـ
صاحب شرطته ـ فأمره أن يحشر الناس إلى المعسكر.
ودعا عقبةَ بن عمروٍ الأنصاري فاستخلفه
على الكوفة ، وكان أصغر أصحاب بيعة العقبة السبعين ، وأوصاه بوصاياه.
ثم خرج عليٌّ وخرج الناس معه.
إلى
الحرب يسيرون
وخرج أمامه الحر بن سهم بن طريف الربعي
وهو يقول :
يا فرسي سيـري وأمي الشـامـا
وقطعـي الـحـزون والأعـلامـا
ونابذي من خـالـف الإمـامـا
إني لأرجو أن لقـينـا الـعـامـا
جمع بـنـي أميـة الـطغـامـا
أن نقتل الـعـاصي والـهُمـامـا
وأن نـزيـل من رجـال هـامـا
وسار عليٌّ (ع) حتى أتى مكاناً يقال له
دير أبي موسى ، فصلى بالناس