بعد انتهاء وقعة الجمل قدم علي (ع)
الكوفة في شهر رجب سنة ٣٦ هـ ، فدخلها ومعه أشراف الناس من أهل البصرة وغيرهم ،
فاستقبله أهل الكوفة وفيهم قراؤهم وأشرافهم ، فدعوا له بالبركة وقالوا : يا أمير
المؤمنين ، اين تنزل؟ أتنزل القصر؟ قال : لا ، ولكني أنزل الرحبة ، فنزلها وأقبل
حتى دخل المسجد الأعظم فصلى فيه ركعتين ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى
على رسوله ، ثم قال :
أما بعد يا أهل الكوفة ، فإن لكم في
الإسلام فضلاً ما لم تبدلوا وتغيروا ، دعوتكم إلى الحق فأجبتم ، وبدأتم بالمنكر
فغيرتم ، إلا أن فضلكم فيما بينكم وبين الله ، فأما في الأحكام والقسم فأنتم أسوة
غيركم ممن أجابكم ودخل فيما دخلتم فيه.
ألا إن أخوفَ ما أخافُ عليكم أتّبَاعَ
الهوى وطول الأمل ، أما اتباعُ
__________________
[١] اعتمدت في نقل حوادث واقعة صفين على كتاب صفين لنصر بن مزاحم
بالإضافة إلى شرح النهج لابن أبي الحديد ، ومروج الذهب للمسعودي ، وكذلك تاريخ
الطبري وغيرها ، ولا أرى نفسي ملزماً بذكر الجزء والصفحة من هذه الكتب وغيرها ،
لأنه يشبه بعضها بعضاً في النص وقد تقصدت التغيير في صورة النص مع حفظ المضمون
طبعاً وحذف الأسانيد اللهم إلا ما تفردت به بعض هذه الكتب دون غيرها من النصوص.