والله لقد مُنيت بأربع لن يمنَ بمثلهن
أحد بعد النبي (ص) ، منيتُ بأشجع الناس الزبير بن العوام ، وبأخدع الناس طلحة بن
عبيد الله ، وبأطوع الناس في الناس ، عائشة بنت أبي بكر ، وبمن أعان عليَّ بأنواع
الدنانير يعلي بن مُنية ، والله لئن أمكنني الله منه لأجعلنَّ ماله وولده فيئاً
للمسلمين.
وزحف علي رضي الله عنه حتى نزل قبالة
القوم ، وكان معه من أصحابه وأعوانه عشرون ألفاً.
« ما قبل القتال »
ولم يكن في نية عليٍّ مواجهة القوم
وقتالهم على ما يبدو بل كان يتحين الفرص طمعاً في رجوعهم عما اجتمعوا عليه حقناً
لدماء المسلمين ، لذلك راسل عائشة أكثر من مرة مستنكراً عليها خروجها وداعياً
إياها إلى التوبة ، كما راسل طلحة والزبير في ذلك ، ولكن دون جدوى إذ كانت همتهم
القضاء عليه أو نقض بيعته وتجريده من الخلافة.
«
كتابه لعائشة »
جاء في كتاب علي لعائشة : « أما بعد ،
فإنك قد خرجت من بيتك عاصيةً لله تعالى ولرسوله محمد (ص) تطلبين أمراً كان عنك
موضوعاً ، ثم تزعمينَ أنك تريدين الإصلاح بين المسلمين ، فأخبريني ما للنساء وقود
العساكر والإصلاح بين الناس ، فطلبتِ! زعمتِ بدم عثمان ، وعثمانُ رجل من بني أمية
، وأنتِ امرأة من بني تميم بن مرّة ، ولعمري أن الذي عرضك للبلاء وحملَكِ على
المعصية لأعظم إليك ذنباً من قتلة عثمان! وما غضبت حتى أغضبت ، ولا هجتِ حتى هيجتِ
، فاتق الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك ، واسبلي عليك سترِكِ والسلام.
ومرةً ثانية أرسل علي يزيد بن صوحان
وعبد الله بن عباس إلى عائشة بأن يقولا لها : ألم يأمركِ اللهُ تبارك وتعالى أن
تَقري في بيتك؟ فخَدعتِ