كان الطابع الغالب على جيش علي تميزه عن
غيره باشتماله على عدد كبير من المهاجرين والأنصار وأصحاب رسول الله (ص) ممن شهد
بدراً واحداً والخندق وكثيراً من حروبه وغزواته (ص).
فكان يُخَيّل للناظر آنذاك أنه في مشهد
من مشاهد الفتح إبان حياة الرسول الأعظم ، سيما وأن قادة الجيش وحملة الألوية هم
جلّةُ الصحابة وعظماؤهم ، يقدِمُهم القائد المظفر خليفة رسول الله ووصيّه علي بن
أبي طالب (ع).
ويصف المنذر بن الجارود ذلك فيقول : لما
قِدم عليٌّ رضي الله عنه البصرة دخل مما يلي الطف ، فأتى الزاوية [١] فخرجت أنظر إليه ، فورد موكبٌ في نحو
ألف فارس يتقدمهم فارس على فرسٍ أشهب عليه قلنسوة وثياب بيض ، متقلد سيفاً ومعه
راية ، وإذا تيجان القوم الأغلب عليها البياض والصفرة مدججين في الحديد والسلاح ،
فقلت : من هذا؟ فقيل : هذا أبو الأنصاري صاحبُ رسول الله (ص) ، وهؤلاء الأنصار
وغيرهم.
ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامةٌ صفراء
وثياب بيض ، متقلد سيفاً