إبراهيم ابن أبي
البلاد ، عن غير واحد ، عن أحدهما صلوات الله عليهما قال : لما قال الله تعالى :
يا أرض ابلعي مائك ، قالت الأرض : إنما اُمرت أن أبلع مائي فقط ، ولم اُؤمر أن
أبلع ماء السّماء ، فبلعت الأرض ماءها وبقى ماء السّماء فصير [١] بحراً حول السّماء وحول الدّنيا [٢] والأمر والجواب يكونان مع الملك
الموكّل بالأرض وبالسّماء [٣].
٧٥ ـ وبالاسناد المتقدم ذكره ، عن الحسن
بن محبوب ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : آمن [٤] بنوح صلوات الله عليه من قومه ثمانية
نفر. وكان اسمه عبد الجبّار ، وإنّما سمّى نوحاً لانّه كان ينوح على نفسه.
وفي رواية : لأنّه بكى خمسمائة سنة ،
وكان اسمه عبد الأعلى.
وفي رواية : عبد الملك وكان يسمّى بهذه
الأسماء كلّها [٥].
٧٦ ـ وباسناده عن وهب بن منبّه اليماني
: أنّ نوحاً عليهالسلام كان نجاراً
، وكان إلى الاُدمة ما هو دقيق الوجه [٦]
، في رأسه طول ، عظيم العينين ، دقيق السّاقين ، كثير [٧] لحم الفخذين ، ضخم السّرة ، طويل اللّحية
عريضاً طويلاً جسيماً ، وكان في غضبه وانتهاره [٨]
شدّة ، فبعثه الله وهو ابن ثمانمائة وخمسين سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلاّ خمسين
عاماً ، يدعوهم إلى الله تعالى ، فلا يزدادون إلاّ طغياناً ، ومضى ثلاثة قرون من
قومه ، وكان الرّجل منهم ياتي بابنه وهو صغير فيقفه [٩] على رأس نوح صلوات الله عليه ، فيقول :
يا بنيّ إن بقيت بعدي فلا تطيعنّ هذا المجنون [١٠].