٥٨ ـ أخبرنا السيد أبو الصّمصام ذو
الفقار بن أحمد بن معبد [١]
الحسيني ، حدّثنا الشّيخ أبو جعفر الطّوسي ، حدّثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله ،
حدّثنا الشّيخ أبو جعفر بن بابويه ، حدثنا أبي ، حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد
بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابراهيم بن أبي البلاّد ، عن أبيه ، عن
أبي جعفر صلوات الله عليه قال : كان نبوّة إدريس عليهالسلام
أنه كان في زمنه ملك جبّار وأنّه ركب ذات يوم في بعض نزهة ، فمرّ بأرض خضرة نضرة
لعبد مؤمن فأعجبته ، فسأل وزراءه لمن هذه؟ فقالوا : لفلان ، فدعا به ، فقال له :
أمتعني [٢]
بأرضك هذه ، فقال : عيالي أحوج إليها منك ، فغضب الملك وانصرف إلى أهله.
وكانت له امرأة من الأزارقة يشاورها في
الأمر إذا نزل به ، فخرجت إليه فرأت في وجهه الغضب ، فقالت : أيّها الملك انّما يغتم
ويأسف من لا يقدر على التّغيير ، فان كنت تكره أن تقتله بغير حجة ، فأنا أكفيك
أمره وأصيّر أرضه بيدك بحجة لك فيها العذر عند أهل مملكتك ، فقال : ما هي؟
قالت : أبعث أقواماً من أصحابي الأزارقة
حتى ياتوك به ، فيشهدون لك عليه عندك أنّه قد برىء من دينكم ، فيجوز لك قتله وأخذ
أرضه ، قال : فافعلي وكان أهلها يرون قتل