ثم خلق الملائكة روحانيّين لهم أجنحة
يطيرون بها حيث يشاء الله ، فأسكنهم فيما بين [٢]
أطباق السّماوات يقدّسونه في اللّيل والنّهار [٣]
، واصطفى [٤]
منهم إسرافيل وميكائيل وجبرائيل.
ثم خلق عزّ وجّل في الأرض الجنّ
روحانيين لهم [٥]
أجنحة ، فخلقهم دون خلق الملائكة ، وخفظهم [٦]
أن يبلغوا مبلغ الملائكة في الطيران وغير ذلك ، فأسكنهم فيما بين أطباق الأرضين
السّبع وفوقهنّ يقدّسون [٧]
الله اللّيل والنّهار لا يفترون.
ثم خلق خلقاً دونهم ، لهم أبدان وأرواح
بغير أجنحة ، يأكلون ويشربون نسناس أشباه [٨]
خلقهم وليسوا بإنس ، وأسكنهم أوساط الأرض على ظهر الأرض مع الجن يقدّسون [٩] الله اللّيل [١٠] والنّهار لا يفترون.
قال : وكان الجن تطير في السّماء ،
فتلقى الملائكة في السّماوات ، فيسلمون عليهم ويزورونهم ويستريحون اليهم ويتعلّمون
منهم الخير.
ثمّ أنّ طائفة من الجن والنّسناس الّذين
خلقهم الله واسكنهم أوساط الأرض مع [١١]
الجن تمرّدوا وعتوا عن أمر الله ، فمرحوا وبغوا في الأرض بغير الحقّ ، وعلا بعضهم
على بعض في العتوّ على الله تعالى ، حتّى سفكوا الدماء فيما بينهم ، وأظهروا
الفساد ، وجحدوا ربوبيّة