( في الدّلائل
على نبوّة محمّد صلى الله عليه وآله من المعجزات وغيرها )
٣٤٥ ـ وبالاسناد الصّحيح عن المخزوم بن
هلال المخزومي [١]
، عن أبيه ـ وقد أتى عليه مائة وخمسون سنة ـ قال : لمّا كانت اللّيلة الّتي ولد
فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله
ارتجس أيوان كسرى ، فسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل
ذلك بألف عام ، غاضت بحيرة ساوة ، ورأى المؤبذان في النّوم إبلاً صعاباً تقود
خيلاً عراباً قد قطعت دجله فانتشرت بلادها.
فلمّا أصبح كسرى ، راعه [٢] ذلك وأفزعه ، وتصبّر عليه تشجّعاً ،
ثمّ رأى أن لا يدّخر ذلك عن أوليائه ووزرائه ومرازبه ، فجمعهم وأخبرهم بما هاله ،
فبينما هم كذلك إذا أتاهم بخمود نار فارس فقال المؤبذان : وأنا رأيت رؤيا ، وقصّ
رؤياه في الإبل ، فقال : أيّ شيء يكون هذا يا مؤبذان؟ قال : حدث يكون من ناحية
العرب.
فكتب عند ذلك كسرى إلى النّعمان بن
المنذر ملك العرب : أمّا بعد فوجّه إليّ برجل عالم بما اُريد أن أسأله عنه. فوجّه
إليه بعبد المسيح بن عمرو بن نفيلة الغساني [٣]
، فلمّا قدم عليه أخبره ما رآى ، فقال : علم ذلك عند خال [٤] لي يسكن مشارق السام يقول له : سطيح ،
فقال : اذهب إليه ، فاسأله وأتني بتأويل ما عنده ، فنهض عبد المسيح حتّى قدم
[١] في البحار : عن
مخزوم بن هاني. وكذا في كمال الدّين الباب ( ١٧ ) مع توصيفه بالمخزومي. وهو
الصّحيح.