٢٩٣ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو
عبدالله محمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي ، حدّثنا أبو علي محمد بن محمد
بن الحارث بن سفيان الحافظ السّمرقندي ، حدّثنا صالح بن سعيد التّرمذي ، عن منعم
بن إدريس ، عن وهب بن منبّه ، عن ابن عباس ( رض ) قال : إنّ يوشع بن نون بوّأ بني
إسرائيل الشّام بعد موسى عليهالسلام
وقسّمها بينهم ، فصار منهم سبط ببعلبكّ بأرضها ، وهو السّبط الّذي منه إلياس
النّبي عليهالسلام فبعثه الله
إليهم وعليهم يومئذ ملك فتنهم بعبادة صنم يقال له : بعل وذلك قوله تعالى : « وانّ إلياس لمن
المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون
* أتدعون
بعلاً وتذرون أحسن الخالقين * الله ربّكم وربّ
آبائكم الأوّلين * فكذّبوه »
[٢] وكان للملك
زوجة فاجرة يستخلفها إذا غاب فتقضي بين النّاس ، وكان لها كاتب حكيم قد خلص من
يدها ثلاثمائة مؤمن كانت تريد قتلهم ، ولم يعلم على وجه الأرض أنثى أزنا منها ،
وقد تزوّدت سبعة ملوك من بني إسرائيل حتّى ولدت تسعين ولداً سوى ولد ولدها.
وكان لزوجها جار صالح من بني إسرائيل
وكان له بستان يعيش به إلى جانب قصر الملك ، وكان الملك يكرمه ، فسافر مرّة ،
فاغتنمت امرأته وقتلت العبد الصّالح ، وأخذت بستانه غصباً من أهله وولده وكان ذلك
سبب سخط الله عليهم ، فلمّا قدم زوجها أخبرته الخبر ، فقال لهم : ما أصبت.
فبعث الله إلياس النّبي عليهالسلام يدعوهم إلى عبادة الله ، فكذّبوه
وطردوه وأهانوه وأخافوه ، وصبر عليهم واحتمل أذاهم ، ودعاهم إلى الله تعالى فلم
يزدهم إلاّ طغياناً ، فآلى الله على نفسه أن يهلك الملك والزّانية إن لم يتوبوا
إليه ، وأخبرهما بذلك ، فاشتدّ غضبهم [٣]
[١] هذا من كلام
الشّيخ الرّاوندي فإن كان مراده الإرجاع إلى تفسير نفسه فلم يصل إلينا ومن الأحسن
الإرجاع إلى مجمع البيان ( ١٠/٤٦٤ ـ ٤٦٦ ).