٢٩١ ـ وتلا عند الصّادق عليهالسلام رجل « قتل أصحاب الأخدود » فقال : قتل
أصحاب الأخدود.
وسئل أمير المؤمنين عليه اسلام عن
المجوس أيّ أحكام تجري فيهم؟ قال : هم أهل الكتاب كان لهم كتاب ، وكان لهم ملك سكر
يوماً ، فوقع على أخته وأمّه ، فلمّا أفاق ندم وشقّ ذلك عليه ، فقال للنّاس : هذا
حلال فامتنعوا عليه ، فجعل يقتلهم وحفر لهم الأخدود ويلقيهم فيها [١].
٢٩٢ ـ وعن ابن ماجيلويه ، حدّثنا محمّد
بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن عليّ بن
هلال الصّيقل ، عن شريك بن عبدالله ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر عليهالسلام قال : ولّى عمر رجلاً كورة من الشّام ،
فافتتحها وإذا أهلها أسلموا ، فبنى لهم مسجداً فسقط ثمّ بناه فسقط.
فكتب إلى عمر بذلك ، فلمّا قرأ الكتاب
سأل أصحاب محمد صلىاللهعليهوآله
هل عندكم في هذا علم؟ قالوا : لا ، فبعث إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فأقرأه الكتاب فقال : هذا نبيّ كذّبه
قومه ، فقتلوه ودفنوه في هذا المسجد ، وهو متشحطّ في دمه ، فاكتب إلى صاحبك
فلينبشه ، فانّه سيجده طريّاً ليصلّ عليه وليدفنه في موضع كذا ، ثمّ ليبن مسجداً ،
فانّه سيقوم ، ففعل ذلك ، ثمّ بنى المسجد فثبت.
وفي رواية : اكتب إلى صاحبك أن يحفر
ميمنة أساس المسجد ، فانّه سيصيب فيها رجلاً قاعداً يده على أنفه ووجهه ، فقال عمر
: من هو؟ قال عليّ عليهالسلام
: فاكتب إلى صاحبك فليعمل ما أمرته ، فان وجده كما وصفت لك أعلمتك إنشاء الله ،
فلم يلبث إذ كتب العامل أصبت الرّجل على ما وصفت ، فصنعت الّذي أمرت فثبت البناء ،
فقال عمر لعليّ عليهالسلام
: ما حال هذا الرّجل؟ فقال : هذا نبيّ اصحاب الأخدود [٢].
[١] نفس المصدر. قال
في البحار هنا : بيان : لعلّ الصّادق عليه اسلام قرأ « قتل » على بناء المعلوم.
فالمراد بأصحاب الأخدود الكفّار كما هو أحد احتمالي القراءة المشهورة ولم ينقل في
الشّواذ. أقول : يحتمل عكس ما احتمله كما يحتمل التّأكيد وهذا أقوى فانّ الآية في
البروج : ( ٤ ) في مقام الدّعاء عليهم.