واستكبر وقال :
إنّما يفعل ذلك الأرباب بعبيدهم كيما يتميّزوا ، وخرج على موسى في زينته على بغلة
شهباء ، ومعه أربعة آلاف مقاتل وثلاثمائة وصيفة عليهنّ الحلّي ، وقال لموسى : أنا
خير منك ، فلمّا رآى ذلك موسى قال لقارون : أبرز بنا فادع عليّ وادعوا عليك ـ وكان
ابن عمّ لموسى عليهالسلام
لحاً [١] ـ فأمر
الارض فأخذت قارون إلى ركبتيه ، فقال : أنشدك الله والرّحم يا موسى ، فابتلعته
الأرض وخسف به وبداره [٢].
١٩٦ ـ وعن محمد بن السّايب ، عن أبي
صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان قارون ابن عمّ موسى عليهالسلام وكانت في زمان موسى امرأة بغيّ لها
جمال وهيئة ، فقال لها قارون : أعطيك مائة الف درهم وتجيئين غداً إلى موسى وهو
جالس عند بني إسرائيل يتلو عليهم التّوراة فتقولين : يا معشر بني إسرائيل إنّ موسى
دعاني إلى نفسه فأخذت منه مائة ألف درهم ، فلمّا أصبحت جاءت المرأة البغيّ فقامت
على رؤوسهم وكان قارون حضرفي زينته فقال المرأة : يا موسى إنّ قارون أعطاني مائة
ألف درهم على أن أقول بين بني إسرائيل على رؤوس الاشهاد أنّك دعوتني إلى نفسك
ومعاذ الله ان تكون دعوتني ، لقد أكرمك الله عن ذلك فقال موسى للأرض : خذيه فأخذته
وابتلعته ، وإنّه ليتخلخل [٣]
ما بلغ ولله الحمد [٤].
فصل ـ ١٠ ـ
١٩٧ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمد بن
القاسم الاسترآبادي ، حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد ، عن أبيه عن الحسن بن علي
صلوات الله عليهما في قوله تعالى جلّ ذكره : « وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثمّ اتّخذهم
العجل » [٥]
قال : كان موسى عليهالسلام
يقول لبني إسرائيل : إذا فرّج الله عنكم وأهلك أعداءكم أتيتكم بكتاب من عند ربّكم
يشتمل على أوامره ونواهيه ومواعظه وعبره وأمثاله ، فلمّا فرّج الله عنهم أمره الله
أن يأتي الميعاد ،
[١] اللّح بفتح
الّلام : الملاصق بالنّسب ، وهذه الكلمة سقطت عن ق ٣ والبحار.