الي يا أعز روح علي ، وأحبها اليّ ..
حدثيني وأفيضي علي من نورك الالهي. كما كنت تصنعين معي دائماً.
الي يا أبي أناجيك ان كانت المناجاة تلذ
لك ، وابثك همومي كما اعتدت أن أفعل في كل حين ، وأخبرك أن تلك الظلال الظليلة
التي كانت تقيني من لهيب هذه الدنيا لم يعد لي منها شيء.
قد كان بعدك أنباء وهنبثة
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
الي يا ذكريات الماضي العزيز حدثيني
حديثك الجذاب ورددي على مسامعي كل شيء لا تثيرها حربا لا هوادة فيها على هؤلاء
الذين ارتفعوا أو ارتفع الناس بهم إلى منبر أبي ومقامه ، ولم يعرفوا لآل محمّد صلىاللهعليهوآله حقوقهم ، ولا لبينهم حرمة تصونه من
الاحراق والتخريب ، ذكريني بمشاهد أبي وغزواته ألم يكن يقص علي ألواناً من بطولة
أخيه وصهره واستبساله في الجهاد ، وتفوقه على سائر الأنداد ، ووقوفه إلى صف رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أشد
الساعات ، وأعنف المعارك التي فر فيها فلان وفلان وتقاصر عن اقتحامها الشجعان أيصح
بعد هذا أن نضع أبا بكر على منبر النبي وننزل بعلي عمّا يستحق من مقام.
خبريني يا ذكريات أبي العزيز أليس أبو
بكر هو الذي لم يأتمنه الوحي على تبليغ آية إلى المشركين ؟. وانتخب للمهمة علياً
فماذ يكون معنى هذا ان لم يكن معناه انّ علياً هو الممثل الطبيعي للاسلام الذي يجب
ان تستند إليه كل مهمة لا يتيسر للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
مباشرتها.
اني لا تذكر بوضوح ذلك اليوم العصيب
الذي أرجف فيه المرجفون لما استخلف أبي علياً على المدينة وخرج إلى الحرب ، فوضعوا
لهذا