نام کتاب : صلح الحسن عليه السلام نویسنده : آل ياسين، الشيخ راضي جلد : 1 صفحه : 37
قبل البيعة
يكفينا الآن ، ونحن بصدد موضوع لا ندري
على التحقيق ، مدى تأثره بسوابقه ومقارناته ، ان نرجع ولو قليلاً ـ الى استعراض
بعض الاوضاع الاجتماعية التي ثاب اليها المسلمون لاول مرة بعد عهد النبوة ، بما
كان للنبوة من اثر عميق في النفوس ، وسلطان قوي على تكوين المجتمع ، ويد صناع في
بناء عناصر الحيوية في الاتباع.
يكفينا ونحن نستوحي الذكريات لوضع
الصورة العابرة هنا ، ان نأخذ من كل مناسبة صلتها بموضوعنا ، أو نأخذ بالمناسبات
ذات الصلة من دون غيرها ، لنتعرف ـ على ضوء هذا الاسلوب ـ مدى تأثر موضوعنا
بماضيه.
وكان الحدث الاكبر في تاريخ الاسلام هو
وفاة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وانقطاع ذلك الاشعاع السماوي الذي كان يفيض على الدنيا كلها بالخير ، فاذا
الدنيا كلها مظلمة تستعد للشر. وانقطعت الارض بموت رسول اللّه (ص) عن السماء ، اذ
كان الوحي هو بريدها الى الارض واداة صلتها بها. وهل للارض غنى عن السماء ، وفي
السماء رزقها ومنها خيرها وحياتها وحيويتها ونورها ودينها. وما كان أشد من هذه
الوحشة على الدنيا ، ولا أفدح من هذه الخسارة على المسلمين ، لو انه كان ـ ونعوذ
باللّه ـ
نام کتاب : صلح الحسن عليه السلام نویسنده : آل ياسين، الشيخ راضي جلد : 1 صفحه : 37