نام کتاب : صلح الحسن عليه السلام نویسنده : آل ياسين، الشيخ راضي جلد : 1 صفحه : 248
وما
كان بدعاً من محاولات معاوية فيما يهدف اليه ، أن يبتدر هو الى طلب الصلح [١] ، فيعطي الحسن كل
شرط ، ليأخذ عليه شرطاً واحداً هو « الملك ».
وقرر معاوية خطته هذه ، في بحران نشاط
الفريقين للحرب ، وكان في توفره على تنفيذ هذه الخطة ، أعنف منه في عمله لتنظيم
المعسكرات وتدبير شؤون الحرب. ورأى ان يبادئ الحسن بطلب الصلح ، فان أجيب اليه
فذاك ، والا فلينتزعه انتزاعاً ، دون أن يلتحم والحسن في قتال.
وكان عليه قبل كل شيء ، أن يصطنع في
سبيل التمهيد الى غايته ، ظرفاً من شأنه ان ينبّه خصومه الى تذكر الصلح.
ومن هنا طلعت على معسكرات الحسن عليهالسلام ، الوان الاراجيف ، وعمرت سوق الرشوات
، وجاء في قائمة وعوده التي خلب بها ألباب كثير من الزعماء أو المتزعمين : رئاسة
جيش ، وولاية قطر ، ومصاهرة على أميرة اموية!! .. وجاء في أرقام رشواته النقدية
الف الف [ مليون ]!.
واستعمل في سبيل هذه الفكرة كل قواه وكل
مواهبه وكل تجاربه ، واستجاب له كثير من باعة الضمائر الذين كانوا لا يفارقون
الحسن ظاهراً فاذا هم عيون معاوية التي ترى ، وأصابعه التي تعمل ، وعملاؤه الذين
لا يدخرون وسعاً في ترويج اهدافه.
١ ـ هذا هو الصحيح
كما دل عليه خطاب الحسن فيما استشار به اصحابه في « المدائن » فقال : « ألا وان
معاوية دعانا لامر ليس فيه عز ولا نصفة .. » ، وكما دلت عليه مصادر أخرى خلافاً
لبعض المؤرخين الآخرين ، والترجيح لخطاب الحسن عليهالسلام.
نام کتاب : صلح الحسن عليه السلام نویسنده : آل ياسين، الشيخ راضي جلد : 1 صفحه : 248