نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 84
الجهل ، وعلاجها ـ
بعد التذكّر لما يستلزمه من النقص وعدم الوصول إلى المارف الحقّة ، وما يدلّ على
شرف العلم وقبح الجهل عقلاً ونقلاً ـ تصقيل الذهن بالفكر دائماً مع رياضة النفس
بالتقليل في المنام والمطعم مع الاحتراز عن الأطعمة المبخّرة الغليظة رأساً
والجماع ، فإنّ كثرته تورث البلادة والنسيان ، وكذا سائر المشتهيات الشاغلة للنفس
عن الفكر والنظر ، مع التضرّع والابتهال والاستمداد من النفوس القدسيّة والاجتهاد
في ذلك إلى أن يفتح الله عليه أبواب فيضه وفضله ، قال تعالى : (والّذين جاهدوافينا لنهدينّهم سبلنا). [١]
وقد جرّبنا أنّ كثيراً نم المحصّلين في
بدو اشتغالهم كانوا في غاية البلاهة وجمود القريحة ، ثمّ وصلوا بالرياضة والفكر
إلى أعلى مراتب الفضيلة.
فصل
الجنس الشامل لهما الجهل أي خلوّ النفس
عن العلم وأحسن أنواعه البسيط منه وهو في بدو الخلقة غير مذموم لكونه فطريّاً ،
ولتوقف التعلّم عليه ، لكن الثبات عليه من المهلكات. وعلاجه ـ بعد التذكّر لما
يدلّ على ذمّه من الآيات والأخبار الكثيرة ومدح العلم وشرفه ممّا سيذكر نبذ منها في
المقام الثاني ـ أن يتفكّر فيما يترتّب عليه من القبائح عقلاً ، فيتأمّل في أنّ
شرافة الانسان على سائر الحيوانات بخاصيته المختصّة به ، رأي النطق وقوّة التمييز
كما أشرنا إليه ، فإذا كان عادماً لها كان منها.
وممّا يزيده كشفاً أنّه لو جلس والحال
هذه في مجلس العلماء لم يقدر على الخوض معهم فيما يتذاكرون ، ولم يكن له بدّ عن
السكوت والتألّم من العجز عن درك ما يتحاورون ، فما أشبه ما كان يتنطق به في غير
ذلك المجلس بأصواب البهائم ، إذ لو كان نطقاً حقيقياً لكان قادراً على استعماله مع
أولئك
١ ـ العنكبوت : ٦٩.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 84