نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 82
قد أشرنا إلى أنّ العلم بالفضيلة
ومحاسنها أعون شيء على إزالة ضدّها ، فإنّ تقوية أحد الضدّين يوجب ضعف الآخر ، كما
أنّ ضعف الآخر يستلزم تقويته ، وأيضاً فإنّ التخلّي عن الرذائل كما أنه مأمور به
لقبحها وايجابها للهلاكة ، فكذا التحلي بالفضائل مرغوب فيه لحسنها واستلزامها
السعادة ، بل ربّما كان الثاني أهمّ وأشرف ، وإن كان متأخرّاً عن الأوّل في الوجود
، فإنّ قبح الرذيلة والمنع عن التّصاف بها ليس غالباً الا لقبح لوازمها وفساد
آثارها المترتّبة عليها ، وحسن الفضيلة لذاتها وإن ترتّبت عليها الآثار الحسنة
أيضاً الا أنّ الفرق بينهما بحسب التعقّل والاعتبار ، لعدم انفكاك أحدهما عن الآخر
في الخارج ، ولذا عدّ كلّ منهما علاجاً للآخر ، ولأجل تأخّرها في الوجود عنها ناسب
ذكرها عقيب ما يقابلها من الرذائل مع بيان ماهيّتها وما يكون باعثاً لتحصيلها مع
الحثّ عليها حتّى يكون معيناً للطالب عليه ومحرّكاً له إليه ، حيث إنّها المطلوب
الحقيقي ، وبها يستعان على معالجة تلك الرذائل أيضاً ، فهنا مقامان :
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 82