responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 621

تأكّد بأنّ المدركات التي هي شواهد على الله أدركها الانسان في الصبا حال فقد العقل ، ثم لمّا بدت غريزة العقل قليلاً ، كان مستغرق الهمّ في الشهوات ذاهلاً عن هذه الدلالات ، مستأنساً بما أحسّه من المدركات ، ساقطاً وقعها عن قلبه بطول الأنس وكثرة العادات ، ولذا إذا رأى حيواناً غريباً أو شيئاً عجيباً خارجاً عن العادة المستأنس بها انطلق لسانه إلى المعرفة طبعاً فقال : سبحان الله! وهو يرى طول النهار نفسه وأعضاءه وسائر المخلوقات المشتملة على صنوف البدائع والحكم الشواهد الصادقة على ربّه ولا يحسّ بشهادتها لكثرة إلفه وأنسه بها ، ولو فرض أكمه بلغ عاقلاً ، ثم انقشعت عنه غشاوة الكمه ومدّ بصره إلى الأرض والسماء وما فيهما دفعة واحدة لخيف عليه أن يبهر عقله لعظم تعجّبه.

ولذا قيل :

لقد ظهرت فما تخفى على أحد

الا على أكمه لايعرف القمرا

لكن بطنت بما أظهرت محتجبا

فكيف يعرف من بالعرف استترا [١]

وقال آخر :

خفيّ لافراط الظهور تعرّضت

لإدراكه أبصار قوم أخافش

وحظّ عيون الزرق عن نور وجهه

لشدّته حظّ العيون العوامش

وعن علي عليه‌السلام : « لم تحظ به الأوهام بل تجلّى لها وبها امتنع منها ». [٢]

وقال عليه‌السلام : « لايجنّه البطون عن الظهور ولا يقطعه الظهور عن البطون قرب فنأى ، وعلا فدنا ، وظهر فبطن ، وبطن فعلن ». [٣]

فصل

قد دلّ كثير من الآيات والأخبار على أنّ الله يحبّ العبد أيضاً.


١ ـ في المحجّة البيضاء : (٨ / ٥٥) : قد سترا.

٢ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٨٥.

٣ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٩٥.

نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 621
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست