نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 619
وأظهرها ، إذ كلّ
موجود فإنّما يستدلّ على وجوده ببعض صفاته المحسوسة دون بعض وبه نفسه دون
الموجودات الأخر بخلافه تعالى ، فإنه يدلّ عليه كلّ موجود.
وفي كل شيء له آية
تدلّ على أنّه واحد
في وجوب الوجود وعلّيته
لجميع الأشياء ، فأظهر الأشياء في علمنا نفوسنا ، ثم محسوساتنا الظاهرة ، ثم
الباطنة ، ثم المدركات العقليّة وكلّ منها لها مدرك واحد وشاهد ودليل على وجوب
وجود خالقها ومدبّرها وعلمه وحكمته وقدرته ، هذا مع قضاء الضرورة بوجود موجود قائم
بذاته ، أي ما يكون صرف الوجود مقوّماً لغيره من الموجودات بأسرها ، بحيث لولاه لم
يتحقّق مصداق للوجود أصلاً.
أي الظاهر في نفسه المظهر لغيره فمبدأ
الإدراك هو المدرك وكلّ مدرك فإنّما يدرك أوّلاً وجوده وإن لم يشعر به ، والظاهر
بنفسه أظهر من المظهر بغيره بالبديهة ، فإن كانت حياة الكاتب ظاهرة عندك مع أنّه
لايشهد عليها والا شاهد واحد من حركة يده فكيف لايكون ظاهراً ما لايتصوّر في عالم
الوجود من داخل نفوسنا وخارجها [ شيء ] الا وهو يشهد على وجوبه وعظمته وجلاله
وينادي بلسان حاله بأن لا وجود له بنفسه ولا حركة بذاته ، يشهد به تركيب الأعضاء
وائتلاف العظام واللحوم والأعصاب ومنابت الشعور وتشبّك [٢] الأطراف وسائر أجزائنا الظاهرة
والباطنة.
فكان الحريّ أن يكون معرفته تعالى من
أوّل المعارف وأسبقها إلى الأفهام وأسهلها على العقول والأحلام ، فما يترائى من
خلاف ذلك ليس الا من جهة أنّ شدّة ظهوره وشهادة كلّ مدرك محسوس ومعقول وحاضر
١ ـ النور : ٣٥.
٢ ـ في المحجّة
البيضاء : (٨ / ٥٢) : تشكّل.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 619