نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 581
والإصغاء ، وأعلى
منه أن يرى في الكلام المتكلّم ، وفي الكلمات الصفات ، فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى
تلاوته ولا إلى إنعامه ، بل يكون مقصور الهمّ مستغرقاً في مشاهدة المتكلّم ، وهذا
حال المقرّبين والصدّيقين ، وقد أخبر عنها سيّد الشهداء عليهالسلام فقال :
« الذي تجلى لعباده في كتابه ، بل في
كلّ شيء ، وأراهم نفسه في خطابه ، بل في كلّ نور وفيء ». [١]
وقال الصادق عليهالسلام : « لقد تجلّى الله لخلقه في كلامه ،
ولكن لايبصرون ». [٢]
وقد سبق منّا نقل قوله عليهالسلام : « أردّدها حتّى سمعتها من المتكلّم
بها ».
ومنها : التبرّي عن حوله وقوّته ، فلا
يلتفت إلى نفسه بعين الرضا والتزكية ، فإذا قرأ آيات الوعد فلا يدخل نفسه في
زمرتهم ، ولا يلاحظ الا أهل الصدق واليقين ، ويسأله تعالى أن يلحقه بهم ، وإذا قرأ
آيات المقت والعذاب شهد على نفسه بها ، وإليه أشار مولانا علي عليهالسلام في وصف المتّقين :
« وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا
إليها مسامع قلوبهم ، وظنّوا أنّ زفير جهنّم في آذانهم ». [٣]
قيل : « وإذا رأى القاريء نفسه بصورة
التقصير في القراءة كان رؤيته سبب قربه ، فإنّ من شهد البعد في القرب لطف له
بالخوف حتّى يسوقه إلى درجة أخرى في [ القرب وراءها ، ومن شهد القرب في البعد مكر
به بالأمن الّذي يفضيه إلى درجة أخرى في ] البعد أسفل ممّا هو فيه ، وإذا شاهد
نفسه بعين الرضا صار محجوباً بنفسه ، وإذا جاوز حدّ الالتفات إلى نفسه ولم يشاهد
الا الله في قراءته انكشف له الملكوت بحسب أحواله ، فحيث
١ ـ جامع السعادات :
٣ / ٣٧٧.
٢ ـ المحجّة البيضاء
: ٢ / ٢٤٧.
٣ ـ نهج البلاغة :
الخطبة ١٩٣.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 581