نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 577
تليق بها من النقر
والصفير وما يشبه بأصواتها وتطيق حمله ، فكذا الناس لمّا عجزوا عن حمل كلام الله
بكنهه وكمال صفاته تنزّل إلى درجة أفهامهم فتجلّي في مظاهر الحروف والاصوات ، وقد
يشرّف الصوت للحكمة المخبوّة فيه كما يكرم البدن لكرامة الروح ، فالكلام عاللي
المنزلة رفيع الدرجة قاهر السلطان في إنفاذ الحكم في الحقّ والباطل ، عدل في أمره
ونهيه ، لا طاقة للباطل في قيامه قدّامه كما لا طاقة للظلمة قبل الشعاع ، ولا طاقة
لبصائر الناس أن تنفذ نور الحكمة كما لا طاقة لأبصارهم أن تنفذ نور الشمس ، وإنما
ينال كلّ بقدر قوّة بصره.
فالكلام للبصائر كالملك المحجوب الغائب
وجهه المشاهد أمره ، فهو مفتاح نفائس الخزائن ، وشراب الحياة الذي لايموت شاربه
ولايسقم.
ثم تعظيم المتكلّم فيحضره في قلبه عند
الشروع ، وأنّه ليس من كلام البشر ، بل تلاوته في غاية الخطر ، فكما لاينبغي مس
جلده وورقه وحروفه بالبشرة المتنجّسة بخبث أو حدث ، فكذا لاينبغي قراءته بلسان
مستقذر بآفات معاصيه ، وقلب مكدّر بذمائم الصفات ، بل باطن معناه محجوب عن بواطن
القلوب الا من استنار قلبه بأنوار الغيوب ، وتطهرّت نفسه وجوارحه عن الأخلاق
الخبيثة والذنوب ، ولولا تعظيم المتكلّم لم يتمكّن من تعظيم الكلام.
والعلاج في تحصيله مع الغفلة التفكّر في
صفاته وأفعاله المورث لاستشعار عظمته ، ولذا كان بعض السلف إذا نشر المصحف غشي
عليه وقال : هو كلام ربّي.
ومنها : الخضوع والرقّة.
قال الصادق عليهالسلام : « من قرأ القرآن ولم يخضع له أو لم
يرقّ لقلبه له ولم ينشىء حزناً ووجلاً في سرّه فقد استهان بعظم شأن الله ، وخسر
خسراناً
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 577